يكشف واقع المدرسة العمومية اليوم عديد الإشكاليات والهنات، إذ هناك الآلاف من التلاميذ في مختلف مناطق الجمهورية لم يعودوا بعد إلى مقاعد الدراسة لأسباب مختلفة، منها ما يتعلق بعدم توفر الزاد البشري اللازم من مدرسين وإطار إداري وغير ذلك.. وما يتعلق بالبنية التحتية... ولم يخف المستوري القمودي كاتب عام النقابة العامة للتعليم الأساسي عدم عودة التلاميذ إلى قاعات الدرس في عديد المؤسسات معتبرا أنها أسوأ سنة دراسية من حيث النقص الفادح في عدد المعملين حيث أكد أن عدد الشغورات بلغ 16 ألف مركز شاغر والحال أنه لم تقع إلا تسوية وضعية سوى 1300 معلم من النواب... وتختلف الأزمة من مدرسة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى حيث أفاد كاتب عام النقابة العامة للتعليم الأساسي أن هناك فصولا غير صالحة للاستغلال ومهددة بالسقوط في بعض المدارس.. وأخرى جارية بها أشغال الإصلاح إلى حدود هذه الأيام.. وفي صفاقس هناك فصول غير جاهزة رغم العودة المدرسية ورغم أنه كان يفترض استغلالها مجددا مع العودة. وفي نابل (رغم أنها في الشريط الساحلي) هناك تلاميذ يدرسون تحت الجدران حسب المستوري القمودي وآخرون في القيروان تحت شجرة زيتون.. وفي القيروان ذاتها هناك احتجاجات يقودها الأولياء في المندوبية الجهوية مطالبين بتوفير الإطار التربوي لتدريس أبنائهم، وهناك أولياء منعوا أبناءهم من الالتحاق بفصولهم طالما أن المدرسة لا يوجد فيها إلا المعلمون النواب والمدير فقط... وشبه المستوري القمودي الوضع في عديد المدارس بالمأساوي، وعن موقف الوزارة من ذلك بين محدثنا أنها مكتوفة الأيدي ولا يمكنها بأية حال من الأحوال التدخل باعتبار أن الأمر مرتبط بالتمويلات، مبرزا أن المسألة مجتمعية، تهم الولي والنقابي والسياسي ومطلوب التدخل لإنقاذ المؤسسة العمومية، حيث هناك نية لمزيد تهرئة المدرسة العمومية من أجل الهروب إلى المؤسسات الخاصة... وبين كاتب عام النقابة العامة للتعليم الأساسي أنه فيما سيدخل التلاميذ بعد أيام العطلة الأولى منذ انطلاق الموسم الدراسي هناك مئات الآلاف من التلاميذ لم يسجلوا بعد عودتهم إلى مقاعد الدراسة نتيجة النقص المسجل في عدد إطار التدريس بمدارس القيروان والتي تفوق الألف مركز شاغر وصفاقس 1 و2 والتي يفوق عدد المراكز الشاغرة في مدارسها الألف معلم وسوسة المسجل في مؤسساتها ما بين 600 و800 شغور وكذلك القصرين التي يسجل فيها 500 مركز شاغر وبنزرت (300 مركز شاغر) وسيدي بوزيد (300 مركز شاغر) ونابل التي يسجل في مدارسها ما يفوق 600 ألف مركز شاغر واعتبر محدثنا أنها سنة دراسية "كارثية" بالنظر إلى ما يسجل من عوائق ومشاكل...