تعرضت أستاذة باحدى اعداديات معتمدية طبرقة الى طعن بسكين من طرف تلميذ، ولولا تدخل بعض الأستاذة لحدثت الكارثة بعد أن منعوا التلميذ من مواصلة هجومه المسلح على أستاذته وتعود أسباب هذا الاعتداء الى لجوء هذه المربية الى كتابة تقرير في شأنه نظرا لسوء سلوكه علما وأن التلميذ تم رفته من مؤسسات تربوية أخرى لتتم نقلته الى طبرقة. الحادثة خلفت حالة من الفوضى والذعر في صفوف التلاميذ والاطار التربوي ما استدعى تدخل الوحدات الامنية واعوان الحماية المدنية لتهدئة الوضع كما تم ايقاف التلميذ على الفور وتعليق الدروس المسائية لتهدئة الأوضاع. هذه الحادثة تثير مجددا اشكالية تنامي العنف المدرسي داخل مؤسساتنا التربوية التي وصلت حد الاعتداء على المربين بآلة حادة(سكين) ما أثار غضب المئات من الأولياء الذين طالبوا باتخاذ أشد العقوبات على هذا التلميذ حتى يواصل أبناؤهم الدراسة في ظروف حسنة. كما دعت النقابة الأساسية للتعليم الثانوي الى تنفيذ وقفة احتجاجية بكافة المؤسسات التربوية بمعتمدية طبرقة على خلفية هذا الاعتداء حسب ما أكده نور الدين المرواني الكاتب العام للنقابة. هذه التحركات الاحتجاجية والأصوات المنددة بظاهرة العنف في الوسط المدرسي تؤكد مرة أخرى ضرورة ايلاء المربي المكانة التي يستحقها حتى يبقى خطا أحمر مهما تنوعت أشكال العنف، إلا أنه لابد من اجتثاث هذه الظاهرة من أعماقها وعلى الأسرة القيام بدورها باعتبارها المصدر الأساسي للعنف المدرسي فالسنوات الأولى من حياة الطفل هي السنوات التي تحدد الإطار العام للشخصية خاصة وأن الشدة والقسوة أصبحت تتغلغل في نسيج وتوجهات التنشئة الاجتماعية، وعلى الجهات المعنية مزيد الاحاطة بالتلاميذ خاصة في مرحلة الاعدادي ومعالجة بعض الحالات الاجتماعية والنفسية والمراهنة على الأنشطة الثقافية والرياضية واستغلال الأوقات الجوفاء، كما أن السلط المحلية مطالبة أيضا بمنع انتصاب الأكشاك الفوضوية التي دمرت الناشئة. العنف في الأخير هو نقيض للتربية، فكيف نتصدى له في مؤسساتنا التربوية خاصة بعد تفكك الأسرة وغول الشارع الذي اغتال براءة الأطفال؟ عمار مويهبي