مشروع طموح يمكن ان يعيد للتونسي قدرته على «الحلم» اذا وجد طريقه للتنفيذ وإذا مر من طور الترحيب بالفكرة الى طور المساعدة على التنفيذ بتسهيل الاجراءات والتخفيف من عبء الوثائق وتم الاقتناع حقيقة بقدرة التونسي على خلق البديل الذي يساهم في النهوض باقتصاد تونس من جديد ويوفر قرابة 350 الف موطن شغل اذا سار كما رسم له الخبراء والمختصون في المجال السمعي والبصري الذين استفادوا من العمل مع الشركات العالمية الكبرى وصنعوا ربيع السمعي البصري في عدد من البلدان العربية والغربية. هذه الكفاءات التونسية التفتت اخيرا الى تونس ورأت انها قادرة على ان تكون قاطرة الدول العربية في تصنيع المهن السمعية البصرية، ولم ..لا في العالم خاصة وان تونس تتمتع بأرضية طبيعية وبيئية وإمكانيات بشرية وحذق للغات المهمة في العالم وكذلك لها عدد لا باس به من المهندسين الذين تتنافس العديد من الدول على تشغيلهم وعلى الاستفادة من كفاءاتهم في المجالات التي لها علاقة بميدان المهن السمعية والبصرية. ومن بين هؤلاء المختصين المسكونين بفكرة تطوير هذا القطاع والاستفادة منه بما يعود ريعه المتنوع بين المادي والمعنوي على التونسيين نجد كنفيدرالية المؤسسات المواطنة التونسية هذه الكنفيدرالية نظمت صباح امس الاثنين 6 نوفمبر 2017 ندوة صحفية ترأسها عدنان بوعصيدة رئيس «كونكت أريانة» وقدم فكرة عن الندوة الوطنية التي ستطرح موضوع «تصنيع القطاع السمعي البصري في تونس» وذلك تحت إشراف رئيس الحكومة يوسف الشاهد وبرعاية اتحاد اذاعات الدول العربية ومؤسسة التلفزة الوطنية يوم 16 نوفمبر بمقر اتحاد اذاعات الدول العربية. قوانين وتشريعات واضحة المعالم.. خطوات نحو التنفيذ عدّد رئيس «كونكت أريانة» عدنان بوعصيدة ما ستجنيه تونس من فوائد بتصنيع القطاع السمعي البصري مستعينا بعدة امثلة اهمها كان المثال التركي والفرنسي حيث وفر هذا القطاع مثلا 8 ألاف مليار ونصف كقيمة مضافة في العائدات الفرنسية (قبل اقوى قطاع عندها وهو قطاع تصنيع الادوية ) وأصبحت به تركيا ثاني مصدر عالمي بعد الولاياتالمتحدةالامريكية حيث انها تصدر منتوجها السمعي البصري الى 200 دولة وتحظى بأكثر من 600 الف مليون متفرج على منتوجها في العالم من 150 دولة مباشرة بعد عرضها لمسلسل «نور» وتعمل على ان تصل الى 2000 مليون يورو من تصدير منتوجها وقد وصلت اليوم الى 550 الف مليون اي اكثر من فرنسا التي وصلت الى 350 الف مليون يورو فقط وتركيا اليوم اول مصدر عالمي للإنتاج التلفزي 36 بالمائة منه مسلسلات وقال عدنان بوعصيدة : «ان امثلة نجاح تصنيع القطاع السمعي البصري في النهوض باقتصاد الدول وحل مشاكل التشغيل كثيرة ولكن لا بد ان ترافقها سياسة دولة وقوانين وتشريعات واضحة المعالم وتشجيع على الاستثمار في القطاع ونحن ننتظر ان تتبنى الدولة هذا المشروع وان تشتغل عليه وان تتجاوز خطوة الترحيب بالفكرة الى خطوات نحو التنفيذ». وشرح عدنان بوعصيدة للحضور كيف ان تطوير الاستثمار في قطاع تصنيع السمعي البصري سيمكن خلال الخمس سنوات القادمة من تشغيل 80 الف عاطل عن العمل. وقال: «لا بد من الاستفادة والاستلهام من النموذج التركي». وشخص الخبير الدولي في القطاع السمعي البصري يسري بوعصيدة مشاكل القطاع وعدد ايجابياته وقال انه قطاع يعتمد اساسا على المادة الشخمة ثروة تونس الكبيرة والوحيدة ومادته الاولية هي الطبيعة التونسية الخلابة ومخزوننا من التراث ،كما انه يشغل كل المواطنين من ذوي الاختصاص او من هم بدونه ويشغل كل الاعمار وكل المستويات التعليمية – ممثلين، سيناريست ،مخرجين ،كتاب نساء ورجال وكمبارس - ويمكن تركيزه بسهولة في الجهات الاقل حظا في التنمية مثلا يمكن تركيز ستوديوهات منتجة في توزرنفطة (علما بان نفطة هي المكان الافضل عالميا اليوم لتصوير اعمال تاريخية وتتناول حياة الرسول والصحابة مثلا والقرون الاولى لظهور الدين الاسلامي) وفي كاب سيرات وفي سيدي بوزيد وفي جندوبة وفي حيدرة. كما انه قطاع كل انتاجه موجه للتصدير ويساعد على تحسين وضع السياحة وسيحارب التطرف والإرهاب والهجرة السرية بما سيوفره من فرص العمل والترفيه. وأضاف يسري بوعصيدة ان الاشتغال على تطوير هذا القطاع سيعود بالفائدة على شركائنا من الفرنسيين مثلا لأنهم في غياب مثل هذا المشروع عندنا يحتاجون الى التعاون مع الصينيين رغم عائق اللغة وبطبيعة الحال اذا وجدوا ما يحتاجونه عندنا هنا في تونس فان الفائدة ستعم عليهم وعلينا . وختم الخبير الدولي بأنه كثيرا ما يشاهد الخبراء والمختصين في وسائل الاعلام ينصحون بمنوال تنمية جديد ولكن لا احد يقدم هذا المنوال وقال: «نحن اليوم نعرض عليكم هذا المنوال الجديد وهو تصنيع السمعي البصري ونعدكم انه اذا حظي بالدعم الحقيقي فانه سيكون قادرا على خلق 200 الف موطن شغل مباشر و50 الف موطن غير قار و100 الف موطن شغل غير مباشر اي 350 الف موطن شغل خاصة وانه لدينا كل الامكانيات.. هذا المنوال الجديد للتنمية سينجح وسيعيد للتونسي قدرته على الحلم لأنه يتماشى مع بعض «العقليات التي تحب الفلوس من غير تعب»وسيستفيد منه خاصة خريجي العلوم الانسانية من اصحاب الشهادات العليا كما انه سيساعد على تحسين البنية التحتية ويخلق حركية اقتصادية في الجهات المحرومة.