تم صباح أمس بقصر قرطاج إمضاء مذكّرتي تفاهم بين تونس ومالطا في مجالي التربية والتكوين والسياحة وذلك خلال اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي برئيسة جمهورية مالطا ماري لويز كولايرو بريكا، اثر تلبيتها للدعوة الموجّهة إليها من قبل رئيس الدولة للاحتفال بمرور خمسين سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مرفوقة بوفد رفيع المستوى على غرار وزير الشؤون الخارجية والنهوض بالتجارة ووزير الاقتصاد والاستثمار والمؤسّسات الصغرى المالطية. واستعرض اللقاء فضلا عن تطور علاقات الصداقة والتعاون العريقة القائمة بين البلدين وآليات تعزيزها في كافة المجالات جملة من المسائل الحارقة على غرار الملف الليبي. وبالعودة إلى الاتفاقيات المبرمة أوضح وزير الخارجية خميس الجهيناوي في هذا السياق وفي تصريح للإعلاميين أن مالطا وتونس تعتبران وجهة سياحية مهمة في البحر الأبيض المتوسط ومن هذا المنطلق من واجبنا التنسيق فيما بيننا حتى نثمن هذا التوجه نحو مالطا وتونس كوجهة سياحية مشتركة للبلدين. كما فسّر الجهيناوي أن الاتفاقيات المبرمة تتعلق بتبادل الخبرات والتكوين المشترك خاصّة أن الجانب المالطي يمتلك تجربة مهمة في مجال التكوين المهني فضلا عن التعاون في المجال السياحي خاصة في مجال الرحلات البحرية لاسيما أن عدد السيّاح المالطيين الذين اختاروا الوجهة السياحية التونسية تضاعف خلال السنوات الماضية ثلاثة مرات. وعقب المحادثة الثنائية بين الطرفين التأمت ندوة صحفية مشتركة ثمّن خلالها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي العلاقات التي تربط تونس بمالطا. وقد نوّه رئيس الدولة بدعم جمهورية مالطا لتونس لاسيما وأنها تتولى منذ أشهر رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي مثمنا العلاقات التي تربط تونس بمالطا والتي توافق هذه السنة الذكرى الخمسين لإقامتها. كما ابدى رئيس الجهورية تطلعه إلى أن يفضي المنتدى الاقتصادي المالطي التونسي الذي عقد مساء أمس إلى توقيع عدة اتفاقيات في المجال الاقتصادي مشدّدا على الأهمية البالغة التي توليها تونس لتعزيز أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين وتنويعها مثمنا في هذا السياق تشجيع نظيرته المالطية للقطاع الخاص المالطي على الاستثمار في تونس من خلال اصطحابها لوفد من رجال الأعمال لاستكشاف مناخ وفرص الاستثمار في بلادنا. وخلال الكلمة التي ألقتها بالمناسبة أوردت رئيسة جمهورية مالطا أن تونس تعد أرض فرص وتمثل ارضية مناسبة للاستثمار مشيرة في هذا الإطار إلى أن مالطا وباعتبارها جزءا من الاتحاد الأوروبي ستعمل على تدعيم علاقة تونس بأوروبا في مجالي التجارة والسياحة. من جهة أخرى أكدت رئيسة جمهورية مالطا حرص بلادها على ترجمة العلاقات السياسية والدبلوماسية المتميزة إلى تعاون مثمر ينتفع به البلدان وذلك عبر التشاور والتنسيق بخصوص القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك . وقالت رئيسة مالطا في هذا الاطار إن تونس «ستكون جسر عبور لبلادها نحو إفريقيا». هذا واتفق الطرفان على ضرورة تفعيل اجتماعات اللجنة المشتركة التونسية المالطية وعقد دروتها الحادية عشرة في اقرب الآجال حتى تتولى متابعة نتائج الزيارة بما يفتح أفاقا أوسع للتعاون بين البلدين. الملف الليبي تجدر الإشارة إلى أن اللقاء تعرض إلى الملف الليبي الذي اثارته أسئلة الاعلاميين حيث أكّد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في هذا الشأن أن تجاوز الأزمة وتطويق الخلاف في ليبيا لن يكون إلا بمقتضى حل ليبي- ليبي وبدورها أكدت الرئيسة المالطية أن مالطا تسعى إلى التوصل لحل في ليبيا وإحلال السلم هناك ليعيش الليبيون معا في سلام من أجل بلدهم ومن أجل المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن رئيسة الجمهورية المالطية تؤدي زيارة رسمية إلى تونس بداية من يوم الاثنين الى غاية اليوم بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.