تعيش بعض معاهد الجمهورية على وقع احتجاجات للتلاميذ الذين يطالبون بإلغاء النظام السداسي وعودة العمل بالنظام الثلاثي، ما أسفر عن تعطل للدروس حتى أن الاحتجاجات في بعض المعاهد تطورت وبلغت حد اشعال عجلات مطاطية امام بعض المعاهد مما استوجب التدخل الامني. لكن يبدو انه يتعين على الجميع التريث بما انه لا يمكن اليوم الحديث عن اي قرار تربوي جديد دون ان يكون هذا القرار نابعا من مخرجات الحوار الوطني حول اصلاح المنظومة التربوية وفقا لما اكده المختصون في المجال.تواصل أول امس وفقا لما تناقلته مصادر اعلامية تعطل الدروس بمعهد طريق قابسبمدنين لليوم الثالث على التوالي بعد امتناع التلاميذ عن الالتحاق بمقاعد الدراسة والخروج في احتجاجات تطالب بتغيير النظام الدراسي والعودة للعمل بالنظام الثلاثي عوضا على النظام السداسي.. وفسر التلميذ بمعهد طريق قابس أسامة ليسير في تصريح إذاعي أنّ التلميذ أضحى مجبرا على أن تكون عطلته التي مدتها سبعة أيام فقط مخصصة للاستعداد للامتحانات التي تنطلق مباشرة إثر كل عطلة وبالتالي لا يجد التلميذ الوقت لراحته البدنية وحتى الفكرية، وفق قوله. ودعا التلميذ وزارة التربية إلى مراجعة هذا النظام الذي له تداعيات سلبية على التلميذ مما تسبب في تراجع نتائجه جراء هذا النظام الذي وصفه «بالتعسفي» علما أنّ شكل الاحتجاجات بهذا المعهد قد تطورت حيث قام التلاميذ بإشعال العجلات المطاطية أمام المعهد مما دفع بالوحدات الأمنية للتدخل وتفريق المحتجين وفقا لما نقلته هذه المصادر.. وبدورها توسّعت رقعة الاحتجاجات التلمذية في بعض المعاهد التربوية بصفاقس الذين يطالبون أيضا بإلغاء العمل بهذه الآلية واستنكر بعض المربين على صفحات التواصل الاجتماعي ما وصفوه بالصمت الرهيب لجميع المتدخلين في الشأن التربوي معتبرا أن سلطة الإشراف لا تأخذ الموضوع على محمل الجد رغم أن السيناريو يتجدد كل سنة. كما اكد الاستاذ علي الطاهري أن المربين كانوا قد عبّروا عن رفضهم لذلك منذ بداية السنة الدراسية مطالبين بإعادة نظام الثلاثيات والأسبوع المغلق إلى حين استكمال مسار الإصلاح التربوي معتبرين أنفسهم ضحايا القرارات العشوائية وغير المدروسة لسلطة الإشراف، مؤكدا في السياق ذاته أن غياب التلاميذ عن الدروس وعدم اجراء الفروض قد يزيد الأمور تعقيدا. ووجه الطاهري دعوة للتلاميذ للالتحاق بمقاعد الدراسة على أن يجدوا سويا حلا للمسألة. ولكن يبدو أن الحل لن يكون في القريب العاجل بما انه لا يمكن الحديث عن قرارات خارج مظلة الحوار حول الإصلاح التربوي أو مخرجات الحوار الوطني حول اصلاح المنظومة التربوية، حيث أكد فخري السميطي عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي في تصريح ل «الصباح» أن قرار وزير التربية السابق كان خاطئا فيما يتعلق باعتماد النظام السداسي غير انه يعتبر أن مراجعة الزمن المدرسي يجب أن تتم في إطار مراجعة شاملة للمنظومة التربوية. وقال السميطي في هذا الشأن:»اتخاذ أي قرار تربوي خارج اطار حزمة البرامج والاصلاحات التربوية المتفق عليها سوف يكون خطأ. فأي قرار ارتجالي يعالج بقرار ارتجالي آخر من شأنه أن يفرز نتائج غير دقيقة على المنظومة التربوية»، وأشار المتحدث من جانب آخر الى انه يتعين التريث حتى يكون اصلاح المنظومة التربوية على قاعدة متينة وصلبة. وتجدر الاشارة الى أن تلاميذ المعهد الثانوي بخنيس المنستير ومعهد 7 افريل بمنزل تميم من ولاية نابل كانوا قد قاطعوا مؤخرا الدروس احتجاجا على نظام الامتحانات والعطل، فضلا عن تلاميذ معهد الغريبة وإعدادية الشيحية بصفاقس ومعهد البشير خريف في توزر وغيرها من المعاهد حيث توسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل بعض المعاهد في ولاية مدنين وغيرها من المعاهد الأخرى.