إقبال جماهيري كبير على الأفلام التونسية.. ولكن! لم تعد مسألة الإقبال الكبير للجماهير التونسية على العروض المبرمجة في مهرجان أيام قرطاج السينمائية ظاهرة بل أصبحت حقيقة ومن خصوصيات هذا المهرجان التي سجلت وتأكدت في الدورات الماضية من المهرجان كما هو الشأن بالنسبة لمهرجان أيام قرطاج المسرحية وغيرها من التظاهرات والمهرجانات الأخرى الثقافية والفنية الأخرى. ولكن ما لفت الانتباه في هذه الدورة هو الإقبال منقطع النظير بصفة خاصة على عروض الأفلام التونسية ليس من قبل الطلبة والتلاميذ، باعتبار التخفيض في قيمة التذكرة الذي عادة ما يتمتعون به في مثل هذه المناسبات، وإنما سُجل إقبال جماهيري من مختلف الشرائح العمرية، مما يؤكد أن السينما التونسية تحظى بمتابعة الجماهير وقادرة على أن تكون سينما تراهن على «الشباك» إذا ما توفرت جملة من العوامل لعل أبرزها القيام بالدعاية اللازمة وتوفير ظروف فرجة تغري وتشجع على الدخول للقاعات فضلا عن خدمات أفضل للمتفرج. عدم احترام المواعيد ! ما شد الانتباه وامتعض منه أغلب الحاضرين في قاعات السينما هو عدم الالتزام بالمواعيد المحددة للعروض في البرنامج الخاص بها والتأخير المسجل في العروض وهي الظاهرة التي تتكرر في جل القاعات بالعاصمة وفي كل العروض مما اعتبره البعض عدم احترام للحاضرين سواء بالنسبة للجماهير التونسية أو ضيوف المهرجان الأجانب. الأمر الذي كان سببا لتعم الفوضى في أغلب القاعات خاصة منها العروض الخاصة بالأفلام التونسية التي تحظى بإقبال جماهيري كبير وغيرها من الأفلام الروائية الطويلة بالأساس المشاركة في المهرجان. فوضى رغم التخطيط المسبق للهيئة المديرة والجهات الشريكة في تنظيم أيام قرطاج السينمائية «للضغط» على المهرجان والمسك بزمام التنظيم من اجل تجاوز الهنات والنقائص المسجلة في الدورات الماضية باعتبار أن نفس الفريق هو الذي شارك في تنظيم الدورتين الماضيتين باستثناء المدير نجيب عياد إلا أن الفوضى كانت حاضرة بقوة في سير المهرجان. فعدد الأفلام المشاركة أقل بكثير مما سجلته الدورة الماضية أي 180 فيلما في دورة هذا العام وأكثر من 300 فيلم في دورة العام الماضي ثم أن عدد ضيوف المهرجان قليل مقارنة بالعدد المسجل في الدورات الماضية ولكن سجلت «فلتات» في التنظيم. البوركيني ادريسا ويدراوغو في التسلل رغم الإعلان المسبق عن مشاركة المخرج ادريسا ويدراوغو من بوركينا فاسو في دورة هذا العام في لقاءات وأنشطة في إطار المهرجان إلا أن هذا الأخير لم يستطع المجيء إلى تونس والسبب أن تذكرة الطائرة لم تصله بعد رغم إعلامه بأنه تم التأخير في موعد رحلته أكثر من مرة. إقصاء متعمد تعمدت إدارة المهرجان عدم توجيه الدعوة لعدد من الناشطين في القطاع السينمائي عامة والحقل الثقافي بصفة خاصة لاسيما بعض الأسماء التي كانت سببا في إثارة «القلاقل» في الدورات الماضية لتفادي الوقوع في نفس «المطبات». ولم تكتف بعدم توجيه الدعوات لا بل وجهت «تعليماتها» لإبعادها عن «مجالها» سواء في حفل الافتتاح أو خلال هذه الأيام رغم حصول هذه الأسماء عن دعوات على طريقتها. «نجمات» تونس مبكرا كانت أغلب الأسئلة في كواليس المهرجان تحوم حول غياب نجمات تونس بصفة خاصة، لاسيما بالنسبة لدرة زروق وفريال قراجة يوسف وفاطمة ناصر اللاتي حضرن حفل الافتتاح وغادرن تونس منذ بداية هذا الأسبوع. معضلة التذاكر يتذمر الكثيرون من عملية اقتطاع التذاكر والدخول للقاعات لمشاهدة الأفلام واعتبروها من أبرز المعضلات المسجلة في الدورة سواء تعلق الأمر بالإعلاميين أو السينمائيين أو النقاد. وبعض العاملين في شبابيك القاعات أو المسؤولين عن سير التنظيم والدخول غير مبالين بذلك. وعبر عدد ممن عانوا من هذه المعضلة أثناء مواكبهم للعروض المسائية المبرمجة في حدود الساعة التاسعة و15 دقيقة ليلا أن هؤلاء يغلقون الشبابيك في وجوههم بتعلة أن التذاكر نفدت ولا توجد أماكن شاغرة ولكن وبعد إلحاح يدخلون القاعة بعد دفع معاليم التذاكر (لكن دون الحصول على تذكرة) فيكتشفون أن جل الأماكن شاغرة. ثم أن الجميع يغادرون أماكن عملهم مباشرة بعد انطلاق عروض الأفلام دون مبالاة بالمسائل الأمنية والتنظيمية.