حذرت المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك من المنحى التصاعدي لأسعار المواد الاستهلاكية دون مبررات موضوعية مطالبة الجهات المعنية بتشديد الرقابة لضرب شبكات الاحتكار التي تقف وراء اشتعال أسعار مادة الزقوقو مثلا خاصة أن مناسبة المولد النبوي الشريف على الأبواب.. وكشف رئيس المنظمة لطفي الرياحي ل «الصباح الأسبوعي» أنه تمت الدعوة إلى مقاطعة مادة «الزقوقو» لإحباط حسابات شبكات المضاربة و»إيقاف المزاد العلني الذي تشهده سوق الفواكه الجافة بما يتعارض مع قاعدة العرض والطلب.. ويرى محدثنا أن الاستعداد للمولد النبوي الشريف انطلق مبكرا من قبل المضاربين والمحتكرين حيث أصبحت أسعار الكلغ الواحد تتراوح بين 25 و30 دينارا ومرشحة للارتفاع إلى 40 دينارا، أمام المضاربات، وعمليات التخزين للمنتوج المتوفر، مبرزا أن حاجيات العائلات التونسية من مادة «الزقوقو» في حدود 300 طن، لكن المنتوج المتوفر باحتساب بقايا محصول الموسم الماضي يصل إلى 444 طنا، مما يعني أن هناك وفرة، لكن المحتكرين اختاروا تخزين هذه المادة من أجل الترفيع في سعرها كما أنه لا أحد يضمن الخلط بين بقايا المحصول والإنتاج الجديد خاصة أن لمادة «الزقوقو» عدة خصوصيات ومهددة كذلك بمادة «اللا فلاتوكسين» التي تسبب الأمراض السرطانية، بفعل التراكم لذلك تعالت الأصوات من اجل تشديد المراقبة على حلقات الخزن والنقل والتوزيع.. كما بين محدثنا أن أسعار «الزقوقو» تراوحت الموسم المنقضي بين 15 و18 دينارا كلغ الواحد، ورغم الوفرة تضاعفت الأسعار هذه الأيام مبرزا أن المنتج والمستهلك هما المتضرران فالمنتج يبيعه بسعر منخفض لكن الوسطاء والمضاربين هم أكبر المستفيدين من وصوله إلى المستهلك لذلك تتضاعف أسعاره.. وتجدر الإشارة إلى أن أسعار الزقوقو يقابلها أيضا ارتفاع في أسعار الفواكه الجافة حيث يصل ثمن كلغ بوفريوة إلى42 دينارا واللوز ما بين 26 و45 دينارا، والجوز 70 دينارا والبندق 105 دنانير.. وبين لطفي الرياحي أن كلغ من عصيدة الزقوقو يتكلف على المواطن بالأسعار المذكورة 100 دينار باحتساب بقية المكونات وهو ما لا تقدر عليه الأغلبية.. في المقابل أوعز وزير التجارة عمر الباهي ارتفاع الأسعار إلى النقص في إنتاج مادة الزقوقو الذي تسببت فيه الحرائق التي طالت الغابات خلال الصائفة المنقضية خاصة.. على أن ذلك لا يمكن أن يبرر حقيقة الارتفاع المشط للأسعار فبالإضافة إلى وجود كميات هامة من محصول الموسم المنقضي فإن المنتج يبيع المحصول بعد عديد مراحل الجني واستخراج الزقوقو الكلغ الواحد ب 5 و6 و7 دنانير على أقصى حد وكان على وزير التجارة تبرير ارتفاع الأسعار بكثرة الوسطاء الذين ينتفعون لوحدهم من عرق المنتج والمستهلك... وهؤلاء الوسطاء موجودون في مختلف المسالك ويضاربون بأسعار عديد المواد بما في ذلك الخضر والغلال وليس «الزقوقو» فقط.