انتقل الى جوار ربه تعالى الشاعر وكاتب المقالة الادبية والصحفية والقصة القصيرة الاديب التابعي الاخضر اول امس الثلاثاء 14 نوفمبر 2017 وبذلك فقدت الساحة الثقافية التونسية ونادي القصة بالنادي الثقافي ابو القاسم الشابي عضوا ناشطا اتصف بطيب المعشر وصدق الكلمة وروح التضحية والعطاء وسرعة البديهة والنكتة... والفقيد حسب ما ورد في النعي الذي نشر في الموقع الرسمي لنادي القصة ابو القاسم الشابي بالوردية من مواليد نفطة سنة 1921 زاول تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه والثانوي بجامع الزيتونة بالعاصمة، ومنه أحرز التحصيل في العلوم سنة 1944. انتدب للتعليم بالمدارس الابتدائية سنة 1945 وباشر المهنة وتدرج في الرتبة إلى أن الحق بالمعاهد الثانوية. قرض الشعر وكتب المقالة والقصة القصيرة. هو عضو اتحاد الكتاب التونسيين ونادي القصة منذ السبعينات. صدر له: وشم على ذراع مقطوعة، مجموعة قصصية -1985- بقية كلام، مجموعة قصصية 1994- مدينة الأسرار، مجموعة قصصية حائزة على جائزة نادي القصّة سنة 2012. وبقيت اغلب كتاباته مخطوطات اقعده المرض ومشاكل النشر في تونس عن اصدارها. وقد حاز الراحل على جائزة نادي القصّة سنة 2012. في السنوات الاخيرة انعزل التابعي الاخضر وتباعدت زياراته ولقاءاته مع اصدقائه سواء في المقاهي الادبية او في اللقاءات الاسبوعية والشهرية لنادي القصة بالوردية لا بسبب المرض وضعف القدرة على النظر فقط وانما لتأثره الشديد وحزنه العميق على زوجته ورفيقة دربه التي رحلت فتمنى ان يلتحق بها وفقد برحيلها طعم الحياة ولذتها حتى انقطعت تقريبا صلته بالناس إلا المقربين جدا الذين كانوا يزورونه من حين لآخر في منزله بالعاصمة. وحسب ما كتبه عنه صديقه الأديب الناصر التومي :»يعتبر النقاد ان التابعي الأخضر من المجددين رغم أنه من جيل التقليديين، فتقنياته لا تمت بصلة إلى كتابات القصاصين الأوائل، بل هي تنحو إلى الحفر في التقنيات الحديثة، وكأنه من كتاب الطليعة وإن لم يكن منهم، ففي تقديم أحمد ممو لمجموعة مدينة الأسرار يقول: تبدو القصة القصيرة من خلال فنيات كتابتها لدى التابعي لخضر مكتملة البناء ومنفتحة على المفاهيم الحديثة لتقديم الشخوص وربط المواقف ببعضها وتقطيع الزمن وإيضاح التحولات وتبريرها. ويقول في فقرة ثانية: أهم ما يلفت الانتباه في تقنية كتابة القصة القصيرة لدى التابعي الأخضر من خلال هذه المجموعة تخلصها من التقريرية واعتماد وجهة نظر الراوي واقتصار الأحداث المروية على ما ينير مواقف الشخوص ودواخلهم، ويبرر الأحداث وفق نسق متنام للانتهاء إلى الخاتمة التي اختارها الكاتب التي توضح وجهة النظر المعتمدة.» رحم الله التابعي الاخضر الاديب والمربي وإنا لله وإنا اليه راجعون.