لليوم الثالث على التوالي تعرف أغلب معتمديات ولاية جندوبة نزول كميات كبيرة من الأمطار تجاوزت أكثر من 70 مم بمعتمدية عين دراهم. أمطار سرعان ما تحولت الى فيضانات غمرت الشوارع والأنهج واستحال على سكان الأرياف قضاء شؤونهم أو حتى دفن موتاهم في ظروف طبيعية بعد فيضان عدة أودية وشعاب، هذا الوضع دفع بوالي جندوبة محمد صدقي بوعون لاتخاذ قرار عاجل تمثل في تعليق الدروس بالمؤسسات التربوية الواقعة بالشريط الحدودي أملا في وصول التلاميذ الى منازلهم سالمين. وقد تم تعليق الدروس لليوم الثاني بالمناطق الحدودية بعد الصعوبات التي وجدها التلاميذ وبعض المربين في الوصول الى محطات حافلات النقل المدرسي التي عادت من حيث أتت. فيضانات كشفت مرة أخرى تواضع البنى التحتية بولاية جندوبة خاصة وسط المدن التي تحولت شوارعها وأنهجها الى برك من المياه خاصة بطبرقة وعين دراهم الى جانب تضرر بعض المسالك الفلاحية خاصة الجسور وكذلك بعض المساكن التي غمرتها المياه ما دفع باللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بالتدخل العاجل وانقاذ بعض العائلات من الفيضانات. «الصباح »تحولت الى معهد خمير أين تم اجلاء3عائلات من حي الخضراء بمعتمدية عين دراهم وقد أكدت لنا عائلة المواطن فوزي مشرقي أنها قضت ليلة صعبة بعد أن اجتاحت الأمطار المنازل من كل الجهات وأنها لأكثر من 10سنوات يتم اجلاؤها في كل مرة دون أن يقع تدخل فعلي لانقاذها من خطر الأمطار رغم كثرة الوعود كما أشار حسين أنه يتعرض سنويا الى خطر الأمطار والثلوج والانزلاقات الأرضية الا أن الوضع ظل كما هو لسنوات وتحدثت عائلة المواطن فتحي مشرقي عن الظروف الصعبة التي تواجهها عائلته بمركز الايواء في ظل غياب وسائل التدفئة والمؤونة مؤكدا أنه لم تتم زيارة هذه العائلات من قبل أي مسؤول ما حز في نفس العائلات التي تواجه مصيرا مظلما خاصة الأطفال الصغار والذين هم في أشد الحاجة للأكل والتدفئة والدواء خاصة وأن لهذه العائلة رضيعة تعاني من مرض مزمن. منازل مغمورة وللاشارة أيضا فانه تم اجلاء5عائلات من منطقة «حوض القلع»(معتمدية فرنانة) بعد أن غمرت المياه منازلهم بالكامل، وتدخل أعوان الحماية المدنية بمعتمديات عين دراهم وطبرقة وبوسالم ومدينة جندوبة لشفط المياه من بعض المنازل والمحلات التجارية. الوضع بمخيم كاف الضرابين الذي تقيم به 11عائلة ليس بمنأى عن مأساة أحياء عائلات حي الخضراء بعين دراهم اذ تقيم هذه الأسر في بيوت من القش والأكواخ وأكدت لنا الخالة مباركة أنها قضت ليلة ترتجف بين البرد وتسرب المياه داخل منزلها من كل الجوانب مشيرة الى أن هذا الوضع لم يتغير منذ سنة 2011بعد الكارثة الثلجية التي عرفتها معتمدية عين دراهم. ومن بين العائلات التي مازالت تقيم بدار الشباب الى حد الآن ومنذ 7سنوات عائلة المواطن محمد بشيني والذي يطالب السلط الجهوية بالتدخل لفائدته لمغادرة دار الشباب بعين دراهم واستكمال تهيئة مسكنه بمنطقة ببوش الحدودية خاصة وأن في كفالته والدته المسنة التي تعاني من أمراض مزمنة. ونشير أيضا الى أن الادارة الجهوية للصحة وفرت كميات هامة من الأدوية بالمستشفيات الحدودية تحسبا لأي طارئ وتم توفير الاقامة لمرض تصفية الدم بالمستشفيات المحلية تخوفا من تساقط الثلوج أو انقطاع الطرقات واستحال نقل هؤلاء المرضى للقيام بعمليات التصفية. تحرك الوالي.. فمتى تتحق الأماني؟ أدى والي جندوبة محمد صدقي بوعون زيارات ماراطونية لأغلب معتمديات الولاية اطلع خلالها على الأوضاع لبعض العائلات المتضررة جراء الأمطار الغزيرة التي تعرفها الجهة كما عاين الوضع بمختلف المناطق والمؤسسات وحركة المرور بالطرقات الوطنية والجهوية والفرعية ودعا اللجان المحلية لمجابهة الكوارث لاتخاذ الاجراءات اللازمة والتأهب على مدار الساعة تحسبا لأي طارئ. زيارات يأمل من ورائها أهالي جندوبة اتخاذ قرارات فعلية وانقاذ العائلات المتضررة من خلال حلول جذرية ووضع حد لمعاناة تواصلت منذ سنوات دفع فيها المواطن الثمن بين وعود لم تتحقق وعجزه عن مواجهة الكوارث الطبيعية في مناطق حدودية واجهت المستعمر الفرنسي بكل شراسة وتواجه حاليا خطر الارهاب لكنها تجني دائما ثمار التهميش والاقصاء تؤكده اليوم الكوارث الطبيعية التي تجتاح هذه الربوع وتحول جندوبة في كل مرة الى ولاية منكوبة..