عبرت الكوريغرافية فريال الرمادي عن سعادتها بالعودة فنيا لتونس بعد تجربة ومسيرة تواصلت أكثر من عقدين ببلدان أوروبية وذلك من خلال المشروع الفني الذي تستعد لتقديمه ببادرة من جمعية «تونس السلام» بمدينة جربة بداية من 16 ديسمبر القادم ولمدة أكثر من عشرة أيام. وبينت هذه الفنانة أن هذا المشروع يحمل عنوان اسم الجمعية المنظمة له، ويتمثل في ورشة عمل تجمعها بأكثر من عشرة عناصر من المسرحيين والكوريغرافيين الشبان يتم تتويجه بعرض كوريغرافي لكن يتم فيه اعتماد النص. وأوضحت انها تراهن في الرقص والتعبير الجسماني الذي تقدمه في عروضها الفنية على المسرح الحركي الذي تعتبر فيه النص جزءا أساسيا في العرض إلى جانب الموسيقى الالكترونية والإضاءة. وفيما يتعلق بهذا المشروع أضافت محدثتنا «سأشرف في هذا العمل على الإخراج والتوضيب الركحي إلى جانب التصوّر الفنّي وكتابة سيناريو العرض وهو مشروع يستقطب مشاركين هواة سأقوم بتأطيرهم بدار الثقافة بجزيرة جربة وهم من مختلف الفئات العمريّة». وفسرت هذه الفنانة سبب توجهها للرقص المسرحي والكوريغرافيا تحديدا رغم أنها تحمل شهائد جامعية في الحقوق والترجمة من الجامعات الفرنسية قائلة: «منذ الصغر كانت لي ميولات فنية للرقص والغناء والتمثيل ولكن كان لإصرار العائلة على تغليب اهتمامي بالدراسة، التي كنت متميزة فيها، دور في منعي من التخصص في الفن واكتفيت بكتابة وقراءة الشعر. ولكن هذه الميولات الفنية الأخرى لم تمت بداخلي بل وجدت المجال لممارستها موازاة مع عملي في مجالات أكاديمية في فرنسا وبريطانيا لاختار التخصص والتفرغ لها في السنوات الأخيرة». وعللت ذلك بما وجدته من ظروف متاحة في هذه المرحلة من تجربتها كهاوية خاصة بعد أن اختارت صقل موهبتها وتلقت تكوينا شاملا في الرقص والمسرح والغناء وغيرها من المجالات الفنية الأخرى بإشراف مختصين في المجال في مراكز تدريب أوروبية. ولعل ما يميز تجربة فريال الرمادي الفنية هو تركيزها على الجانب الإنساني للفنون والحرص على تكريسها لخدمة القضايا الإنسانيّة والاجتماعية باعتبار أنها تواكب ما يجري سياسيا وثقافيا واجتماعيا على الساحة الدولية وخاصة ما يتعلق بوضع البلدان العربية والمغاربية وتحديدا منها تونس. وشددت على أن الهدف الأسمى الذي تدافع عنه في أعمالها المتنوعة هو نشر السلام والتحابب كعامل لمحاربة الفتن والعنف والاقتتال المنتشر في المجتمعات العربية في العقود الأخيرة حسب تأكيدها. لذلك صنفت مشاركاتها الحاليّة في إطار نفس المغزى من خلال تطويع فنّها من أجل السلام مبتعدة عن تكريس الفنّ للفنّ في حدّ ذاته. من جهة أخرى أفادت فريال الرمادي أنها تسعى لتوسيع دائرة نشاطها وعملها في تونس وذلك من خلال مشاريع عمل وتعاون مع جهات تونسية ستعمل على تنفيذها إذا ما وجدت القبول والدعم وذكرت في نفس السياق أن عرض «فراشة تواجه قدرها» وهو عرض في فن الرقص المسرحي المعاصر يتطرّق بطريقة فنّية إلى موضوع الطوائف والخير والشرّ في الإنسان، تنوي عرضه لأوّل مرّة في تونس في مستهلّ سنة 2018 في عديد الجهات داخل الجمهوريّة. وبينت أنها عرضت هذا المشروع على إدارة المسرح الوطني. كما تتطلّع فريال الرمادي إلى تنظيم جملة من الورشات والدورات التكوينيّة في الكوريغرافيا والرقص المسرحي المعاصر لفائدة الشباب التونسي إيمانا منها بواجبها تجاه بلدها وبضرورة تمرير خلاصة تجربتها الفنيّة في المهجر. من جهة أخرى أكدت هذه الفنانة الكوريغرافية أنها ستواصل نهجها الإنساني الفني في تونس باعتباره المشروع الهاجس الذي لطالما حلمت بتحقيقه وذلك من خلال مشاريع تعاون مع كوريغرافيين وراقصين من تونس لم يسبق لها أن تعاملت معهم ولكنها تابعت بإعجاب ما قدموا من أعمال على غرار نوال اسكندراني وعماد جمعة.