شهدت أحد جوانب جبل «تيوشّة» الواقع بين معتمديات العيون وسبيبة وسبيطلة شمال القصرين، خلال الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والاربعاء الماضيين مواجهة بين الوحدات الخاصة وقوات التدخل للجيش الوطني ومجموعة ارهابية تتكون حسب تسريبات ميدانية من حوالي 15 عنصرا وردت بشأنها معلومات استخباراتية تفيد بانها تريد النزول من الجبل لإحدى التجمعات السكنية القريبة من قرية «البعازة» بالعيون، تم خلالها القضاء على ارهابي واصابة آخر على الاقل. هذا وقد تواصلت العملية العسكرية النوعية طوال ليلة اول امس ثم تعززت منذ فجر الامس بالتحاق تعزيزات كبيرة من وحدات مكافحة الارهاب بالحرس الوطني تولت اغلاق جميع المنافذ والمسالك المؤدية الى جبل «تيوشة» لمنع العناصر الارهابية من التسلل خارج مرتفعاته، وصباح الامس تمكنت قوات الجيش من العثور على جثة الارهابي القتيل ونقلها الى ثكنة القصرين لإحالتها في فترة لاحقة لإجراء التحاليل الجينية عليها لتحديد هوية صاحبها كما تم حجز سلاح كلاشينكوف وذخيرة له وبعض الاغراض الاخرى مع الجثة. ومبدئيا وفي انتظار النتائج الرسمية للتحاليل فانه من خلال ملامح وجه صاحبها يرجح انها للإرهابي يحي العرقوبي (اصيل ولاية جندوبة ومعروف بكنية «ابو طلحة») وهو احد عناصر كتيبة عقبة بن نافع وتحديدا من خلية «ورغة « التي كانت تتحصن بين 2013 واواسط 2017 بجبال الكافوجندوبة ثم انتقل ما تبقى منها بعد القضاء على اهم قادتها الى جبال القصرين وخاصة مرتفعات سمامة التي لا تبعد كثيرا عن جبل «تيوشة»، وهو ما يشير الى احتمال تنقل المجموعة الارهابية لليلة اول امس من غابات جبل سمامة عبر الاودية نحو مكان المواجهة مع وحدات الجيش الوطني، كما لا يستبعد ان يكون بعض عناصرها قادمين من مرتفعات «مغيلة» في جزئها التابع لمعتمدية سبيبة التي لا تبعد بدورها كثيرا عن «تيوشة».. واذا كانت مواجهة ليلة اول امس هي الاولى مع الارهابيين في الجبل المذكور، فان احدى مغاراته كانت في ماي 2011 مأوى و»محطة» استراحة للمجموعة الارهابية التي تم القضاء عليها يوم 18 ماي 2011 بالروحية من ولاية سليانة (متاخمة للقصرين) وهي الحادثة التي استشهد فيها العقيد الطاهر العياري والعريف الحاجي، حيث عثرت وحدات التصدي للإرهاب التابعة لإقليم الحرس الوطني بالقصرين ساعتها مثلما أكده ل «الصباح» وقتها مدير الاقليم العقيد السنوسي على بقايا أغراض وطعام داخلها خلال عملية تعقب اثار عناصرها الذين تسللوا من الحدود الجزائرية ومروا بمرتفعات شمال القصرين وصولا الى «تيوشة» ومنه نحو الروحية اين تم كشفهم في محطة سيارات الاجرة والاشتباك معهم والقضاء عليهم.. من جهة اخرى نشير الى عملية ليلة اول امس ما تزال متواصلة الى غاية الامس في شكل عمليات تمشيط لسفوح جبل «تيوشة» ومحيط القرى القريبة منها بحثا عن بقية الارهابيين وخاصة الجريح منهم.