تم حديثا، اكتشاف آثار لمعصرة زيتون تعود للفترة بين سنة 146 قبل الميلاد و 476 م (الحقبة الرومانية) في أرض فلاحية بالقرب من سجن برج الرومي، بمنطقة هنشير الدمنة بمعتمدية بنزرت الشمالية. وقال محافظ التراث ببنزرت، فريد الزمالي إن الاكتشاف الجديد يتمثل في جزء من موقع أثري مطمور، وهو عبارة عن مجموعة من الجدران المشيدة بالحجارة المصقولة وبعض شظايا الخزف العادي، إلى جانب الكشف عن وجود آثار لجزء من معصرة زيتون قديمة، والتي تسمى « رجازة «(PRESSOIRE)، تعود للفترة الرومانية. وأوضح أنه سيتم التعمق في الأبحاث بالتنسيق مع بقية مصالح المعهد الوطني للتراث ومنها مصلحة الحفريات بالتوازي مع اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن هذا الاكتشاف الأثري، على غرار منع عمليات البناء والحفر وغيرها، وذلك بالتنسيق مع كل الأطراف والهياكل المعنية، على حد تعبيره. وشدد المصدر ذاته على أهمية الاكتشاف في تحديد أسرار الموقع ككل وخاصة محيطه، مشيرا إلى أنه بالاعتماد على علم أسماء الأماكن (الطوبونوميا)، يرجح على سبيل الذكر، أن تكون تسمية برج الرومي وهنشير الدمنة الذي يقع فيه الموقع الأثري المكتشف، دليلا آخر على تواصل استغلال الموقع منذ العهد البيزنطي كبرج لمراقبة البحر، ليتحول خلال أوائل العصر الإسلامي إلى قصر رباط، تم تعويضه فيما بعد بالناظور أي برج المراقبة . وفسّر محافظ التراث ببنزرت، في هذا السياق، أن كلمة «الدمنة» تعني مركز الاستطباب من مرض الجذام والمعروفة بارتباطها بقصور الرباط. وجدير بالذكر إلى أن صاحب الأرض، اكتشف الموقع خلال أعمال تهيئة عادية بالمكان فتولى إخطار السلط المحلية، التي قامت بدورها بالاتصال ببقية المصالح المعنية الأمنية والتراثية للتعهد كل فيما يهمه بالأمر.