نظمت دار الثقافة ابن شرف مؤخرا ندوة فكرية وطنية حول الآثار والمتاحف التونسية ورهانات المرحلة شارك فيها علي درين و سامي بن طاهر الباحثان بالمعهد الوطني للتراث وفيصل الحداد مهندس ترميم المتاحف و المباني الأثرية ونجيب السلاوتي محافظ تراث مستشار. واهتمت الندوة في مداخلاتها الأربع بأهم المواقع الأثرية بالجهة و استغلالها عن طريق انجاز المتاحف على غرار متحف جرجيس ومتحف جربة للعادات و التقاليد وتتميز شبه الجزيرة بمخزون تراثي وثقافي هام سجله المختصون في علمي ما قبل التاريخ و الجيولوجيا من خلال دراستهم لعدد من اللقي الأثرية التي تم اكتشافها في سبخة المالح جنوبالمدينة و من بينها مجموعة من النصال و رؤوس السهام وأدوات دقيقة من حجر الصوان تعود الى العصر الحجري الحديث (4000 سنة ق.م) ,أما الحديث عن الوجود البوني فقد أحال الحاضرين مباشرة إلى هنشير زيان تلك المدينة الأثرية الفينيقية (يدل على ذلك اسمها المشتق من كلمة الزيت في اللغة الفينقية القديمة ) التي شملتها حفريات الضابط تريبالي سنة 1903 وتمكن من العثور على نقيشة تعود الى الفترة البونية الحديثة و التي تبرز وجود معبد مخصص لآله داقان ثم تتالت الاكتشافات آخرها اكتشاف اثري بوني سنة 1988 و تمثل في العثور صدفة على 185 قطعة أثرية تتكون كلها من مجموعة الأنصاب النذرية من الحجر الرملي وبشماخ وفي ذات السنة تم العثور على أثاث جنائزي في مقبرة قديمة تتكون من 43 قطعة على حالة حسنة تم الاحتفاظ بها في متحف جرجيس, الوجود البوني لا يقتصر على زيطا و زيان بل يمتد الى سيدي بوتفاحة و العقلة و الجدارية وغيرها وتتمثل الآثار في بقايا الصحون و المصابيح و النقود والمدافن,عديدة هي المواقع بشماخ و هنشير الكلخ و برج البيبان و الناعورة و الرصيفات و قليلة تلك البنايات المدنية التي اهتمت بها بعض الجمعيات مثل حوش الخويلدي ومعصرة مطيمط و البقية لم تلق العناية حتى من خلال الترميم فبالعودة الى هنشير زيان ( وهو من المواقع المرتبة طبقا للقرارات الصادرة في 1 مارس 1911 و 31 مارس 1914 ) سنكتشف ان هذا الموقع تعرض للسرقة في عديد المرات وأولها كان من طرف الباحث الجيولوجي Perthuisot . إعادة تشكيل برج جرجيس في موقعه الأصلي وسرقة مكونات موقع زيان الأثري و إمكانية استغلال متحف المدينة الاستغلال الأنسب و ضرورة القيام بحفريات منظمة لاستغلال باقي الآثار خاصة بموقع زيان الذي يضم مسرحا لازال مغمورا فضلا عن ضرورة القيام ببحوث ودراسات حول المواقع الأثرية و الاستفادة منها كالتعريف بها لدى الأوساط السياحية نقاط عديدة طرحت بقوة من قبل المتدخلين وردا عن بعض التساؤلات بين السيد علي درين رئيس الجلسة أن المعهد الوطني للتراث ليست له إمكانيات كبيرة لحراسة جميع المواقع في كامل تراب الجمهورية و بالتالي لابد من المواطن أن يعي أهمية الحفاظ على آثار وخصوصيات مدينته وحماية التراث الأثري أما عن الحفريات فأشار إلى أن بعضها تأتي عفوية يضطر خلالها المواطن للقيام بأشغال ما و يعثر على آثار من المفروض أن يسلمها إلى السلط ا لمختصة بالآثار أما الحفريات المنظمة التي يهدف القائمون بها من المتاجرة بالآثار فقد كانت وزارة الثقافة و المحافظة على التراث أصدرت مؤخرا قانونا كافيا لردعهم وبخصوص سرقة موقع زيان الاثري تمت الاشارة بان هذا الموقع كان محروسا بين الفترة الممتدة ما بين 1920 الى سنة 1962 , و اثر انتهاك مكوناته المغمورة تم انتداب حارس له سنة 2009 و بخصوص 3000 قطعة التي اكتشفها Perthuisot وحملها معه إلى دار المعلمين العليا بباريس و لم يقع استرجاعها تقدمت وزارتا الخارجية والثقافة خلال سنة 2000 بطلب لاستعادة القطع المسروقة لعرضها بمتحف جرجيس إلا انه و لحد ألان وبعد مضي ما يزيد عن عشر سنوات لا يوجد رد.