انطلقت يوم 29 نوفمبر 2017 وتتواصل اليوم وغدا اشغال الدورة الثلاثين للجمعية العامة للمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية )إيكروم). وتشهد عددا من جلسات النقاش الجماعية حول السبل المثمرة والمستدامة لدعم إعادة ترميم المدن التاريخية المدمرة والمتضررة.. وقد اجتمعت 135 دولة من بينها تونس في العاصمة الإيطالية لمناقشة وإقرار التوجهات الإستراتيجية وخطة العمل للوكالة الثقافية التي تتخذ من روما مقرا لها، ولانتخاب المجلس الذي سيديرها. كما تصادق الجمعية العامة أيضا على ترشيح المدير العام المقبل للمنظمة، الذي يرشحه المجلس التنفيذي لفترة قيادة مدتها ستة أعوام. وقد شدد بعض المتدخلين من ممثلي المنظمات الدولية والإيطالية في كلماتهم الافتتاحية على أهمية تدعيم وتقوية التعاون الدولي في حفظ وترميم الممتلكات والتراث الثقافي، ومواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، التي تتضمن تدمير التراث الثقافي الملموس والممتلكات الثقافية خلال الصراعات المسلحة، وإدارة مخاطر الكوارث، والاتجار غير المشروع بالقطع التراثية، ومخاطر جديدة تهدد التراث الثقافي غير المادي. "تدمر: النهوض من الدمار" تم بالمناسبة تنظيم معرض تحت شعار «تدمر: النهوض من الدمار» رعته جمعية لقاء الحضارة (إنكونترو دي سيفيلتا) وتضمن نموذجين من تراث من مدينة تدمر، السورية. الأول، نسخة طبق الأصل من معبد بيل، وقد تمت إعادة احيائه من جديد من خلال التكنولوجيا الحديثة. أما الثاني، فهو تمثال جنائزي أثري كان قد تعرض للسرقة في مدينة تدمر، وتم ضبطه واستعادته في إيطاليا من قبل قيادة الشرطة لحماية التراث الثقافي (الكارابينيري)، وستتم إعادته إلى سوريا عندما تسمح الظروف بذلك. ويذكر ان قضية الترميم بعد ان تحط الحرب في سوريا اوزارها مثلا ستطرح العديد من التساؤلات حسب ما عبر عنه رئيس الايكوروم المتخلي فرانشيسكو روتيلي، مثل المدى الذي ستقدم فيه عملية الترميم وكذلك القضايا التي تتعلق بنوعيات وآجال عملية ترميم مدينة تدمر وإعادتها إلى سابق عهدها وروعتها. نفس الامر يطرح بالنسبة لمدينة حلب ولأجزاء كثيرة من المنطقة، التي لن تكون التدخلات فيها مجرد مسألة تقنية، بل سوف يتعلق الأمر بالاختيارات في عملية الترميم، التي لا يجب ان تفضي بأي حال من الأحوال إلى مواقع مصطنعة لا تعكس حالتها الأصلية. كما رأى السيد فرانشيسكو روتيلي، انه يجب أن تدرس جهود الترميم وإعادة الإعمار بطريقة منهجية على أساس منفصل، كل حالة على حدة، وانه يجب تنفيذ هذه الجهود بعناية فائقة بالاعتماد على الأدلة العلمية السليمة. وفي هذا الصدد، يمكن للإرادة السياسية للسلطات المحلية أن يتم دعمها من خلال التعاون الدولي، ولكن لا يجب الهيمنة عليها من خلال فرض التدخلات من الخارج. تتابع الجمعية العامة لمنظمة إيكروم اليوم جلساتها واجتماعاتها الإدارية وستعقد جلسة نقاش تتناول موضوع «إعادة الإعمار بعد الصراع - التعافي والمشاركة المجتمعية»، بالتعاون مع ايكروم – الشارقة، المركز الإقليمي لحفظ التراث المادي العمراني والأثري في العالم العربي، الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة. وسيتم التركيز على عدة أمثلة ودراسات حالة من العديد من الدول حول العالم، بما في ذلك البوسنة والهرسك، واليابان، ولبنان، ومالي، والمكسيك، وسريلانكا، وسوريا. معرض صور للتراث الثقافي المدمر في ليبيا.. العراق.. سوريا.. واليمن ومن جهة أخرى، سيتم افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية ذات الصلة في الأكاديمية المصرية في روما بعنوان «ماذا بعد اليوم: ظلال التراث»، ويتضمن مجموعة من الصور التي تستعرض التراث الثقافي المدمر في اربع دول في الشرق الأوسط، وهي ليبيا، العراق، سوريا، واليمن، قبل وبعد تعرضها للدمار، بهدف الكشف عن حجم الدمار الذي لحق بهذه المواقع. ويذكر ان منظمة إيكروم التي سيترأسها ويبر ندورو خلال السنوات الست القادمة تأسست في روما خلال الدورة التاسعة للمؤتمر العام لليونسكو في نيودلهي، 1956، بهدف دراسة التجارب الخاصة بترميم التراث وإعادة الإعمار في مختلف الدول بعد الدمار الذي تسببت به الحرب العالمية الثانية. وايكروم هي المنظمة الوحيدة من نوعها التي تعمل على المستوى الدولي لتعزيز الحفاظ على جميع أنواع التراث الثقافي. وتساهم في تحقيق اهدافها من خلال توفير المعرفة والأدوات والتدريب لأولئك الذين يعملون بجهد كبير للحفاظ على الثقافة. وتعمل ايكروم على المستوى الدولي والحكومي، كما تعمل مع المؤسسات والمختصين الميدانيين. من خلال أنشطة محددة، تهدف ايكروم إلى إشراك وإعلام الأجيال الجديدة من المهنيين والمختصين والعموم حول أهمية الحفاظ على التراث. كما تحافظ ايكروم على شبكة فاعلة ونشيطة من المختصين والمهنيين من جميع أنحاء العالم الذين يملكون الحماس للعمل في مجال التراث وحمايته.