الشارقة الصباح من مبعوثنا سفيان رجب احتضنت مدينة الشارقة الإماراتية مؤخرا معرضها الدولي للكتاب، الذي يعدّ المعرض الثاني دوليا بعد معرض فرانكفورت. الدورة الحالية لمعرض الشارقة الدولي حملت الرقم ثلاثين وعرفت مشاركة العديد من الناشرين والمؤلفين والقصصيين والشعراء من مختلف بلدان العالم للمشاركة سواء في معرض الكتب أو في مختلف التظاهرات التي أقيمت بالمناسبة. أهمية المعرض تفسّره كذلك الأرقام التي تشير إلى مشاركة 894 دار نشر من 35 دولة، وعرض حوالي 260 ألف عنوان مؤلف، إلى جانب الندوات والمحاضرات وقد استقطبت الدورة الجديدة حوالي 580 ألف زا ؤوا أر ا. وفي تصريح لل»الصباح» ذكر أ رض اي، ض ار او ب: «حققت دورة ا ام نأمله وما عملنا عليه ار ا وّار وو الإعلام وا اب وا واوات واوض ا ا ت واى اق اي وار ا ا وارة ا ا.» وبخصوص المشاركة التونسية أبدى العامري إعجابه بها كمّا ونوعا مشيرا أن التواجد التونسي في معرض الشارقة قدّم الإضافة وجسّد صورة من صور التعاون الثقافي ليضفي طابعا من الشراكة الثقافية بين البلدين وعلى أكثر من صعيد».
ومثل اتحاد الناشرين التونسيين الذي ضمّ تحت غطائه ما يزيد عن عشر دور نشر تونسية في الدورة الجديدة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب. إلى جانب مشاركة عدد من دور النشر الخاصة. ولم تقتصر المشاركة التونسية على دور النشر وعرض المنشورات، بل تعدّتها إلى المشاركة في التنظيم والإعداد والتنشيط على غرار مبادرة السيدة وفاء ثابت المزغني أستاذة اللغة الإنقليزيّة بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بجامعة صفاقس والتي شاركت في تنظيم معرض الشارقة الدولي- وذلك باقتراح -والإشراف على جملة من النشاطات الموجهة إلى الطفل داخل المعرض والتنسيق بين مشاركين في النشاط من دول أجنبية. حول هذه المشاركة التونسية يقول السيد محمد المعالج كاتب عام اتحاد الناشرين التونسيين ورئيس الوفد التونسي أن الكتاب التونسي لاقى الإعجاب الكبير من قبل الزوّار الخليجيين لمعرض الشارقة الدولي. كما بادرت المؤسسات العمومية الإماراتية إلى اقتناء نسخ عديدة من المعروضات التونسية من الكتب التي تنوعت عناوينها بين كتب أطفال وكتب ثقافية وتاريخية وقانونية وأدب وحتى كتب مدرسية موازية. وكان الإقبال كبيرا خاصة على كتب الأطفال وبالخصوص الكتب المتعلقة بالتاريخ والتراث التونسي. وكان معرض الشارقة قد شهد تنظيم يوم تونس الذي تخلله حفل استقبال نظمه اتحاد الناشرين تمّت خلاله دعوة الشخصيات الثقافية الإماراتية والعربية المتواجدة في الشارقة بالمناسبة والشخصيات المهتمة بالثقافة وقد اكتشف الحضور أهمية الكتاب التونسي محتوى وشكلا.
حصاد 30 عاما
ويذكر أن الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة قد افتتح المعرض واختتمه واستقبل عددا من المشاركين فيه. وأكد حاكم الشارقة في ختام الدورة أن النجاح الكبير الذي حققته الدورة الثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب كان حصاد 30 عاما من العمل الدؤوب والتراكم الثقافي في الإمارة ، مشيراً إلى أن هذا النجاح لن يكون سوى دافعاً نحو المزيد من العمل لتحقيق الطموحات وبلوغ الغايات للارتقاء بالثقافة العربية والإسلامية نحو مستويات عالمية خاصة أن المعرض بات منصة لأكبر عدد من الناشرين ووجهة لمئات الآلاف من القراء والمثقفين الذين يخدم المعرض توجّهاتهم واهتماماتهم الثقافية المختلفة.
جسر بين الشرق والغرب
وما يجب الإشارة إليه أن معرض الشارقة الدولي للكتاب يؤكد أن الشارقة تعمل على أن تكون عاصمة الثقافة العربية ومركز استقطاب لحراك ثقافي فاعل، أعطى نتائج إيجابية في التنمية الثقافية وتعزيز الحوار الثقافي بين الشرق والغرب من خلال التواصل المستمر بين الناشرين سواء منهم العرب بين مشرقيين ومغاربيين أو بين العرب والغربيين... وهذا ما تؤكده أرقام الناشرين في المعرض والتلاقح الفكري بين الجانبين واهتمام كليهما بثقافة وإبداع الآخر.. ولكن وقبل الوصول إلى هذا الهدف الكبير، لا بد وقبل كل شيء من تكثيف العلاقات الثقافية بين الشرق العربي والغرب العربي باعتبار أن ترابط المغرب العربي مع الخليج العربي يمر حتما عبر هذا التقارب الفكري والثقافي... والأكيد أن الحضور الكبير للكتاب التونسي واحتلال دور النشر التونسية مكانة هامة في معرض الشارقة الدولي سيمثل الجسر المأمول لتحقيق هدف الترابط الثقافي بين ضفتي الوطن العربي لإنجاح الوحدة الثقافية.