لم تكن عودة النائب عبد العزيز القطي الى حضيرة حزب نداء تونس بالمفاجأة السياسية وذلك بعد ان كشفت "الصباح" في وقت سابق خبر اللقاءات والنقاشات بين القيادات الوافدة والقطي للعدول عن استقالته والعودة الى النداء ومنه الى كتلة الحزب بمجلس نواب الشعب. وقد حاول القطي جاهدا التغطية على خبر العودة بالتأكيد على انه لا نية له للعودة الى النداء "ذلك ان الانسان العاقل يسعى الى مواصلة المسير وليس الارتداد الى الخلف" في اشارة واضحة إلى ان مسالة الرجوع الى حزبه ماهي الا اخبار زائفة لا اساس لها من الصحة. عاد القطي بعد نحو السنة بعد ان خير الوقوف وراء القيادي السابق رضا بلحاج في خلافاته ضد المدير التنفيذي للنداء حافظ قائد السبسي الذي هزم كل خصومه السياسيين بالضربة القاضية ليجبرهم اما على الاستقالة في احسن الاحوال كما هو حال محسن مرزوق واما "الاندثار" وهو ما حصل مع الطيب البكوش. وفي واقع الامر شكل القطي الى جانب خميس قسيلة وبوجمعة الرميلي العمود الفقري لحزب تونس اولا، حزب تأسس بعد خروج قيادات ندائية الى اطار حزبي اوسع نتيجة الخلافات التي لم تتوقف داخل الحزب "الام" ليشكل المنسحبون مربعا حزبيا جديدا علق مطلقوه آمالا كبيرة ليكون ضمن "الكبار" الا انه سرعان ما عرف انحرافا في مسيره ليعلن المؤسس بوجمعة الرميلي الانسحاب "لأسباب شخصية" ليلحق به عبد العزيز القطي لأسباب "براغماتية". "براغماتية القطي اعادته الى النداء من بوابة حافظ قائد السبسي نفسه الذي كلفه بمهمة تبدو على الارجح مهمة "وهمية" قبل بها القطي مكرها لا بطلا وذلك حتى يجد لنفسه مبررا للعودة. وكان القطي نشر على صفحته الرسمية على "الفايسبوك"،" كما تعلمون خضت تجربة سياسية خارج نداء تونس افتخر بها وأعتز بكل النساء والرجال والشباب الذين تقاطعت تجربتي معهم.. وها أني اليوم وبعد تفكير وبموجب اختيار حر وعقلاني أقرر العودة لحزبي الذي احتضنني واحتضنته وخضت مع نسائه ورجاله المرحلة الذهبية لتجربتي السياسية.. عدت مقتنعا أن بلادنا لا تحتاج أي مضيعة للوقت في تجارب صغيرة وان الخيار الوحيد المطروح اليوم لعدة أسباب ومعطيات هو اما نداء تونس واما حركة النهضة وان اي اضعاف لنداء تونس هو مهما كانت خلفياته ضرب لهذا التوازن وخدمة لحركة النهضة... عدنا بنفس القناعة الإصلاحية التي سنظل ندافع عنها داخل نداء تونس هذه المرة وليس خارجه." قناعات القطي شاركه فيها الرجل "الغاضب" على الدوام ناجي جلول الذي اختار مظلة الحزب على البقاء خارج الحسابات السياسية "لمولى الباتيندا". حسابات مكنت جلول من ان يكون "المكلف بالتربية والثقافة" داخل النداء وهي ورقة قد تساعد وزير التربية المقال على استكمال مشروعه التربوي. قبول جلول بخطته الجديدة فرصة حقيقية ليعود الى واجهة العمل السياسي بعد ان غاب عنها منذ غرة ماي الماضي وهو التاريخ الموافق لإقالة جلول من حكومة الوحدة الوطنية نتيجة خلافاته المتكررة مع كل نقابات التربية من تعليم ثانوي الى تعليم اساسي ليدخل بعدها في خصومة شخصية مع الاتحاد العام التونسي للشغل. ويذكر ان تسريبا من داخل اجتماع الهيئة السياسية للحزب دعا خلاله بعض المجتمعين الى ضرورة دعوة جلول للحد من ظهوره الاعلامي او التخلي عنه حتى لا يدخل النداء او الحكومة في ازمة حادة مع اتحاد الشغل. عودة القطي وجلول سبقتها عودة فوزي اللومي الى النداء والاكيد ان "شاهية" العودة "ستصيب" آخرين سيما وان الحزب يستعد للانتخابات البلدية ومنها المؤتمر الاول في الاشهر القادمة. خليل الحناشي