يعاني حوالي 20 بالمائة من التونسيين من الادمان بمختلف انواعه سواء كان ذلك عن طريق تعاطي المخدرات عبر الحقن او استهلاك مادة «الزطلة» او التدخين والكحول، هذا ما اكده نبيل بن صالح رئيس الجمعية التونسية لطب الادمان ومدير عام مركز محمود يعقوب للإسعاف الطبي في حديثه ل «الصباح». ولفت رئيس جمعية طب الادمان الى ان الارقام والمعطيات حول ظاهرة الادمان في تونس تبقى غير دقيقة في ظل غياب مرصد وطني للإدمان. كما ذكر بن صالح بان الارقام المتوفرة تكشف عن وجود حوالي مليوني تونسي يعانون من الادمان موزعين بين 400 الف مستهلك لمادة «الزطلة» و33 الفا يتعاطون المخدرات وتحديدا مادة «السوبيتكس - subitex» وحوالي مليون ونصف بين مستهلك كحول ومدخنين. وللوقوف عن اسباب انتشار الادمان في صفوف الشباب خاصة الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و35 سنة وهو يمثلون نسبة 70 بالمائة من مجموع المدمنين سينتظم في تونس يومي 14 و15 ديسمبر الجاري المؤتمر الدولي الاول لطب الادمان للإعلان عن مجموعة من الدراسات والبحوث التي اجريت حول انواع الادمان في تونس والقاء محاضرات لعديد الاطباء من سويسرا وفرنسا وبلجيكيا والمغرب. وافاد بن صالح ان المؤتمر سيسلط الضوء على كيفية تشخيص الظاهرة وبحث حلول وقائية للعلاج من مرض الادمان الذي اصبح يصنف من بين الامراض المزمنة في تونس. وسيشرف على تنظيم المؤتمر الدولي الاول لطب الادمان كل من الجمعية التونسية لطب الادمان والمعهد الوطني للصحة بالتعاون مع مخبر بحث بكلية الطب بالمنستير ومجمع «بومبيير» من المجلس الاوروبي. ورشات عمل ويهدف المؤتمر، الذي يعقد للمرة الاولى في تونس تحت شعار «الادمان من الضغوط النفسية الى المرض» ويحضره بين 120 و150 مختصا في علاج مرض الادمان من تونس وخارج تونس، الى تسليط الضوء على التطورات والمستجدات في التعاطي وفهم مرض الادمان والوقوف على احدث البحوث العلمية لمعالجة هذا المرض. وستشمل فعاليات المؤتمر عقد ورشتي عمل الاولى حول العلاج النفسي التحفيزي والثانية ورشة علمية تتعلق بكيفية تكوين جيل جديد من الاطباء مختصين في علاج مرض الادمان. مرصد وطني للإدمان وفي سياق حديثه شدد بن صالح على ضرورة احداث مرصد وطني للإدمان كمحاولة لفك العزلة على المدمنين والقطع مع عقلية او ثقافة الكتمان التي تعتمدها عديد العائلات التي تتعمد عدم الكشف على ادمان اولادها، مؤكدا انه الى الآن لا توجد احصائيات رسمية عن عدد الوفيات من المدمنين. واشار رئيس جمعية طب الادمان الى ان التقديرات الاولية لنتائج الدراسة التي تقوم بها الجمعية حول استهلاك المخدرات في الوسط المدني تفيد بانها في ارتفاع وهو ما ستؤكده الاحصائيات التي سيتم الاعلان عنها في افتتاح المؤتمر، مذكرا بان هذه الدراسة هي تتمة لدراسة سابقة اجريت بخصوص استهلاك المخدرات في صفوف الاطفال بين 15 و17 سنة قامت بها جمعية طب الادمان بالتعاون مع المعهد الوطني للصحة وتمثلت نتائجها في وجود 11 بالمائة من التلاميذ يدخنون و6 بالمائة مدمني كحول وبين 1 و3 بالمائة يتعاطون مادة «الزطلة». واكد بن صالح انه سيتم من خلال المؤتمر الاول لطب الادمان في تونس تكوين شبكات للعلاج من خلال التنسيق بين كل الهياكل الصحية والاجتماعية مشيرا الى انه يوجد في تونس مركزا علاج للإدمان في شكل عيادات تابعة لمستشفى الرازي ومركز محمود يعقوب للإسعاف الطبي الاستعجالي. وفي سياق حديثه ذكر بن صالح بالاستراتيجية الوطنية لعلاج الادمان التي احدثت في 2015 حول علاج الادمان وتضم ثلاثة خطوط وهم مركز صحة اساسية بكل دائرة صحية لتمكين المتعاطي من وجود سند صحي لتحفيزه على العلاج والخط الثاني يتمثل في احداث مراكز بمقر الولايات للإنصات لمشاكل الشباب ومتابعة مراحل علاجهم اما الخط الثالث فيتعلق بإعادة نشاط بعض المراكز التي توقفت مثل مراكز جبل الوسط وصفاقس الى جانب العمل على احداث مراكز أخرى مضيفا «ان المدمن يقبل على مراكز الجمعيات اكثر من مراكز علاج الادمان الحكومية خوفا من المتابعة القضائية في حال التبليغ عنه».