في26 سبتمبر الماضي اشرف المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية ببنزرت على جلسة عمل حضرها رئيس قسم التشجير وحماية الأراضي ورئيس دائرة الغابات ورؤساء فرق الصيد البري للنظر في الاستعدادات الجهوية الخاصة بانطلاق موسم الصيد البري 2017/2018 وتم التأكيد اثناء اللقاء على ضرورة التعاون والتنسيق بين الإدارة المكلفة وجمعية الصيادين لتوعيتهم وإطلاعهم على القرار المنظم لموسم الصيد وخارطة مناطق التحجير وحتمية دفع التعاون معهم وبقية الاطراف المتدخلة لمقاومة الصيد المحظور.. وتأتي الجلسة الجهوية بعد شهر من قرار وزير الفلاحة المتعلق بتنظيم موسم الصيد نسخة 2017/2018 والذي جاء في فصله الاول ان ايام الاحاد من الفترة الممتدة من1 اكتوبر الى26 نوفمبر مخصصة لصيد الارانب البرية والحجل والقبرة والسمانة القارة والحمام الازرق. وعدد الفصل12 الفضاءات المحجر بها الصيد في ولاية بنزرت وهي الحديقة الوطنية بإشكل والمناطق المحيطة بها على مسافة 500 م وكامل معتمدية جومين وكامل معتمدية غار الملح وأرخبيل جالطة ومحمية آيل الأطلس بالمحيبس والمحمية الطبيعية جبل شيطانة والحديقة الوطنية بجبل شيطانة كاب نيقرو وبحيرة غار الملح والمركب الفلاحي غزالة ماطر. ويهدف القرار الوزاري الذي اطلع عليه رئيس الحكومة الى المحافظة على الثروتين النباتية والحيوانية في الجبال والغابات وحماية مواسم الصيد البري من الخروقات. خروقات عديدة نظريا يكفي الالتزام بمجلة الغابات وتطبيق القرارات الوزارية ليكون موسم الصيد منظما ووفير الطرائد لهواة بذلوا مصاريف طائلة للحصول على التراخيص الادارية اللازمة وتسيير رحلات نهارية و»بيتات» ليلية لكن حقيقة الميدان خالفت المنتظر حسب الصياد محمد الحبيب الصفاقسي» في غرة اكتوبر الماضي استبشرت بالمراقبة الحازمة لكل العربات على تخوم الطرق المعبدة المؤدية الى الغابات والتعاطي الحازم مع الصيادين المنظمين لذا توقعت موسما منظما ومجزيا لكن بدخول المناطق المصرح بها الصيد فوجئت بغياب تام للمصيد – وهي وضعية لم اعتدها على مدى ثلاث عقود خبرت فيها مناطق الصيد في الجهة و خارجها».. وواصل الصفاقسي» بعد اربعة اسابيع من انطلاق الموسم الرسمي للصيد لم احظ بطريدة واحدة والامر سيان لأغلب اصدقائي الذين زاروا المناطق المعروفة بثرواتها الحيوانية فاكتشفوا استنزافها المبكر بصفة عشوائية من مجموعات «براكوني» لم تترك ارنبا واحدا للصيادين المهيكلين وحتى الطيور فقد حاصرتها البنادق والشباك ليلا نهارا قبل الاعلان الرسمي عن انطلاق موسم الصيد وذلك في قطع تام مع تقاليد التسيير وتضحيات اجيال من المسؤولين والصيادين وحتى المواطنين والتي مكنت من المحافظة على الثروة الحيوانية في بنزرت طيلة عقود. تدخلات ضعيفة عمليا فان معاينة الاخلالات والبت فيها يضبطها القرار الصادر في الرائد الرسمي بتاريخ16 جانفي2005 والذي يكلف مهندسي وتقنيي وأعوان الغابات وجميع أعوان الضابطة العدلية والحرس الوطني وضباط وأعوان الديوانة والشرطة بصد والبحث في المخالفات التي تشهدها مناطق الصيد. وحسب الفصل134 من مجلة الغابات فانه يمكن «للوزير المكلف بالغابات ان يفوض صلاحية ابرام الصلح الى المكلف بإدارة الغابات والى المندوبين الجهويين للتنمية الفلاحية» على ان الصلح لا يشمل حالات العود وارتكاب الجرائم الخطيرة» التي تشمل حسب الفصل134 مكرر من نفس المجلة «الحرائق والصيد والاستغلال الفلاحي والصناعي التجاري والرعي واستخراج المواد واهمال الحيوانات الاهلية وتكسير الغابة المرتكبة بالحدائق الوطنية او المحميات الطبيعية او غابات النزهة او محميات الصيد» والنقطة الاخيرة المتعلقة بالصيد في المحميات تثير تساؤلات حول امكانيات تطبيقها في ظل العدد القليل من الاعوان والتقنيين المتكونين في المجالات الامنية والعسكرية ولهم المؤهلات اللازمة لفرض احترام القانون كما ان تفويض رئيس فريق لإبرام صلح مع المخالفين يحتاج الى مراجعة. بنزرت تحت رحمة الحيوانات السائبة ضعف منظومة التصرف تجلت اثاره السلبية في المحمية العالمية باشكل فمباشرة اثر قطع امدادها بالعلف غادرها عدد من بقر الجاموس طلبا للكلأ في الطريق العام فصدمت احدها سيارة قادمة من ماطر لتجرح راكبا وتحدث اضرارا فادحة بالعربة اما الثانية فكادت ان تقتل صاحب دراجة نارية وضعته الصدفة في مسارها. وان كانت ابقار الجاموس الجائعة قد اختارت كسب قوتها في الطريق العام فان الخنازير قد استباحت مزارع بنزرت الجنوبية ومصبات القمامة بالمناطق السكنية الراقية بالكرنيش والصمادية من معتمدية بنزرت الشمالية اين يتوجس السكان من تكرار سيناريو النفيضة اين تسبب خنزير هائج في قتل طفلة واصابة عون امن والمطلوب حسب الاهالي التدخل العاجل من الادارات المختصة والتنسيق مع الجمعية الجهوية للصيادين لافتتاح حملة منظمة للقضاء على الحيوانات الوحشية وتشمل ايضا الكلاب السائبة خاصة بعد تسجيل اشتباه قوي في حالة داء كلب حيواني بمنطقة الحشاشنة من معتمدية سجنان.