في تسارع لافت، وفي حالة شبيهة بسباق ضد الزمن، كثفت الهيئة المستقلة للانتخابات في الآونة الأخيرة مساعيها من أجل «إقناع» الأطراف السياسية والأحزاب والسلطات المعنية برجاحة تمسكها بموعد 25 مارس 2018 لإجراء الانتخابات البلدية.. مساع ترجمت بلقاءات وصفها رئيس الهيئة بالتشاورية مع قياديين لعدة أحزاب تتواصل حتى اليوم والفترة القليلة القادمة.. مع تذكير رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة بمسؤوليتهما في إصدار الأمر الرئاسي لدعوة الناخبين والأمر المتعلق بالروزنامة الانتخابية بالرائد الرسمي في أسرع وقت ممكن. بدأ العد التنازلي لآخر أجل قانوني ودستوري لإصدار الأمر الرئاسي لدعوة الناخبين للانتخابات البلدية المقررة مبدئيا ليوم 25 مارس 2018، والذي لا بد أن لا يتجاوز صدوره 25 ديسمبر 2017 أي قبل 3 أشهر من الموعد النهائي للانتخابات، أو 18 ديسمبر 2017 وفق البعض اعتبارا لموعد انتخاب الأمنيين والعسكريين المحدد ليوم 18 مارس 2018.. وفي تفاعل مع دعوات صدرت عن عديد الأحزاب من اجل التشاور والتفاوض بشأن موعد «توافقي» لإجراء الانتخابات البلدية، وآخرها الدعوة الصادرة عن أحزاب الحر والنهضة والنداء خلال الأسبوع المنقضي، التقت الهيئة المستقلة للانتخابات خلال نهاية الأسبوع الماضي ممثلين عن 10 أحزاب سياسية عبروا عن تخوفهم من عدم جاهزية الهيئة للانتخابات البلدية وعبر بعضها عن تحفظاتهم بخصوص إمكانية عدم مصادقة مجلس نواب الشعب على مجلة الجماعات المحلية قبل مارس المقبل.. كما تعتزم الهيئة تنظيم لقاءات جديدة مع أحزاب أخرى اليوم والأيام المقبلة من اجل نفس السبب وهو محاولة إقناع الأطراف السياسية بأن أفضل موعد للانتخابات البلدية هو موعد 25 مارس مع طمأنتها بخصوص جاهزية الهيئة وتوفر جميع الضمانات القانونية والإدارية والتقنية واللوجيستية لإنجاح الاستحقاق الانتخابي.. وقال في هذا الصدد محمد المنصري رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات في تصريح ل«الصباح» أن مجلس الهيئة بصدد القيام بلقاءات «استماع وتشاور» مع الأحزاب السياسية على قاعدة المحافظة على موعد 25 مارس 2018 كموعد نهائي للانتخابات البلدية، وقال إن مجلس الهيئة سيجتمع اليوم الثلاثاء بممثلين هن أحزاب أخرى ومنها أحزاب ممثلة للائتلاف الحاكم، وكشف أن مجلس الهيئة قرر مراسلة كل من رئاسة الجمهورية، ورئاسة الحكومة، من اجل الإسراع بإصدار الأمر الرئاسي المتعلق بدعوة الناخبين الذي يجب ان لا يتجاوز تاريخ إصداره 25 ديسمبر 2017 وفقا للمنصري، والأّمر المتعلق بنشر الروزنامة الانتخابية التي أصدرتها الهيئة مؤخرا التي تتضمن تفصيلا لأبرز المراحل التي تسبق العملية الانتخابية.. ولم ينف المنصري إمكانية الدعوة إلى اجتماع أوسع تتم فيه دعوة كافة الأحزاب ومكونات المجتمع المدني لاحقا من أجل تثبيت الموعد النهائي للانتخابات بصفة نهائية. يذكر أن أحزاب الوطني الحر، والنهضة والنداء، عقدت وسط الأسبوع الماضي اجتماعا تنسيقيا للخروج بموقف موحد تجاه مسألة الموعد النهائي للانتخابات البلدية. وخلص الاجتماع الحزبي إلى دعوة هيئة الانتخابات إلى عقد اجتماعات تشاورية مع كافة الأحزاب للاتفاق على موعد «توافقي» يرضي جميع الأطراف، على أن لا يتجاوز الموعد شهر أفريل المقبل، في دعوة غير صريحة إلى أن تكون الهيئة أكثر مرونة وتقبل ب»زحزحة» الموعد الذي قررته سابقا بأسبوع أو أسبوعين.. وهو ما رفضته الهيئة إلى حد الآن.. رئيس الهيئة يدافع عن موعد مارس وكان رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات محمد التليلي المنصري حاول أول أمس أثناء مناقشة ميزانية الهيئة بمجلس نواب الشعب، طمأن النواب والأحزاب بخصوص جاهزية الهيئة للانتخابات البلدية، مفندا ما يروج عن تراكم الخلافات بين أعضاء مجلس الهيئة، ودافع بشدة عن استقلالية أعضائها وقال «إن كافة أعضاء الهيئة منزّهون من التجاذبات الحزبية والخلافات لا تتعدى طريقة ومنهجية العمل.» كما دافع المنصري عن موعد 25 مارس وقال «إن تونس لا تحتمل المزيد من التعطيل في علاقة بالانتخابات، خصوصا أن كل التعهدات المتعلقة بالانتخابات البلدية قد أنجزت، باستثناء تركيز المحاكم الإدارية الفرعية والمصادقة على مجلة الجماعات المحلية، مبينا أن الهيئة طالبت ب60 م.د في حين تحصلت على 44 م.د على أن يستكمل المبلغ الباقي في صورة إنجاز الانتخابات البلدية.» تجدر الإشارة إلى أن تسعة أحزاب، أصدرت مؤخرا في بيان مشترك بيانا عبرت فيه عن «انشغالها إزاء إعلان روزنامة الانتخابات البلدية دون تقديم خارطة طريق وقبل المصادقة على قانون الجماعات المحلية وتركيز فروع المحكمة الإدارية وقبل الرجوع للتشاور مع الأحزاب السياسية حول الظروف المثلى لإجراء الانتخابات». فتح باب الاعتراض على قائمة الناخبين أغلقت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات خلال الأسبوع الماضي باب الاعتراض على قائمة الناخبين للانتخابات البلدية 2018، على أن تقوم بالإعلام بالقرارات المتعلقة بهذه الاعتراضات في أجل أقصاه يوم 13 ديسمبر 2017 لتتولى الهيئة الإعلان عن قائمة الناخبين النهائية بعد انقضاء الطعون في أجل أقصاه يوم 2 جانفي 2018 . ويفتح باب الترشحات للانتخابات البلدية حسب الروزنامة يوم 3 جانفي 2018 على الساعة الثامنة صباحا ويغلق يوم 10 جانفي 2018 على الساعة السادسة مساء. ويتم الإعلان عن القائمات المقبولة للمترشحين للانتخابات البلدية في أجل أقصاه يوم 20 جانفي 2018 ثم الإعلان عن القائمات المقبولة نهائيا بعد انقضاء الطعون في أجل أقصاه يوم 22 فيفري 2018. كما ينص الفصل 7 من الروزنامة الانتخابية التي اعتمدتها الهيئة ونشرتها على موقعها الرسمي، على قبول مطالب انسحاب المترشحين من الانتخابات البلدية في أجل أقصاه الخميس 15 فيفري 2018 على أن تنطلق الحملة الانتخابية يوم 3 مارس 2018 على الساعة صفر وتنتهي يوم 23 مارس 2018 على الساعة منتصف الليل. وينص الفصل العاشر على أن الاقتراع للانتخابات البلدية يتم يوم الأحد 25 مارس 2018 ويقترع الأمنيون والعسكريون يوم الأحد 18 مارس 2018 ليكون التصريح بالنتائج الأولية للانتخابات البلدية في أجل أقصاه يوم 28 مارس 2018. وتتولى الهيئة إثر انقضاء الطعون الإعلان عن النتائج النهائية في أجل أقصاه يوم 2 ماي 2018.