توفي مساء أمس الأول شاب في الثلاثينات من العمر وهو موقوف بمركز الحرس الوطني بمنطقة "العروسة" بولاية سليانة اثر اقدامه على الانتحار شنقا وهو ما لم تستسغه عائلته التي "اتهمت" أعوان المركز ب"تعنيف" ابنهم الى حين وفاته تحت التعذيب وهو ما نفته المصادر الرسمية. وحسب ما ذكره وسام بن عليج المساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بسليانة ل«الصباح» فان الهالك من ذوي السوابق العدلية ومعروف بعدائه للأمنيين وكان دائما ما يشتمهم ويمس من سمعتهم وقد تم الاحتفاظ به منذ أربعة أيام على ذمة قضية سرقة موصوفة واحداث الهرج والتشويش والسكر الواضح ولم يتمكن أعوان الأمن من ايقافه الا بعد جهد جهيد باعتبار انهم عندما حاولوا ايقافه عمد الى رشقهم بواسطة الحجارة فتمت السيطرة عليه بصعوبة. وتم جلبه أمس الاول للتمديد في اجال الاحتفاظ باعتبار انه لم يتم اجراء المكافحات بعد وكما هو معمول به فقد تم نزع حزام من ملابس الهالك ورباط حذائه ولكن الهالك تعمد اخفاء خيط بمعطفه استعمله لشنق نفسه في باب غرفة الاحتفاظ بالمركز. وفاة مسترابة وأكد بن عليج انه تم الاذن بفتح بحث تحقيقي في الحادثة يتعلق بوفاة مسترابة كما تم الاذن برفع جثة الهالك لعرضها على الطب الشرعي فيما تحول وكيل الجمهورية وحاكم التحقيق على عين المكان وتمت معاينة الجثة التي لم تكن تحمل أي اثار للعنف أو الاعتداء كما تم الترويج لذلك بل انها كانت تحمل فقط اثار اعتداءات قديمة على الذات اذ يبدو ان الهالك عمد الى الاعتداء على نفسه بموسى على كامل جسده، وأضاف ان اتهامات عائلة الهالك هي أنه تم الاعتداء عليه من قبل أعوان الأمن بغرفة الاحتفاظ مما أدى الى وفاته وهي اتهامات باطلة ولا أساس لها من الصحة بل ان الهالك كان يعاني من مشاكل زوجية باعتبار ان زوجته غادرت محل الزوجية منذ أكثر من أسبوعين مما دفعه الى وضع حد لحياته ولاحظ بن عليج وجود نقص بالتجهيزات بمركز الاحتفاظ باعتبار غياب كاميرا مراقبة بغرفة الاحتفاظ كانت يمكن ان توثق لما حصل بالتفصيل. وأصدرت وزارة الداخلية أمس بلاغا اثر الحادثة ذكرت فيه أنّ «موقوفًا ببيت الإحتفاظ بمركز الحرس الوطني بالعروسة على ذمة مركز الحرس الوطني ببوعرادة بمعتمدية قعفور التابعة لولاية سليانة تعمد أمس الاول الإنتحار بواسطة خيط معطفه داخل بيت الإحتفاظ». وجاء في البلاغ ان«الموقوف المتوفى تم إيقافه من أجل تورطه في قضية عدلية موضوعها « إقتحام منزل آهل بالسكان واستعمال التسور دون إرادة صاحبه والتهديد بما يوجب عقابه جنائيا والإعتداء على الأخلاق الحميدة والسكر الواضح وحمل سلاح أبيض دون رخصة «. وأشارت الوزارة إلى أن حوالي 30 شخصا من اقاربه ومن متساكني الجهة تجمعوا ليلة أمس الأول أمام مقر مركز الحرس الوطني ببوعرادة ثم تفرقوا في ظروف عادية وأذنت النيابة العمومية بمراجعتها لفرقة الأبحاث والتفتيش بمنطقة الحرس الوطني بقعفور بالبحث في الموضوع».