بعد التصريح الذي أدلى به مؤخرا إلياس المنكبي الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية التونسية، حول اتفاقية السماء المفتوحة وتأكيده على أنها ستضرّ بالشركة، عبر أعوان وإطارات الشركة عن رفضهم القاطع لهذه الاتفاقية خلال اجتماع طارئ انعقد أمس بين جميع نقابات الناقلة الوطنية دونت بموجبه لائحة رفعت فيها جملة من المطالب إلى رئاسة الحكومة. وأفاد الياس بن ميلاد كاتب عام مساعد لنقابة عملة الأرض بالخطوط التونسية ل«الصباح» بان أهم المطالب التي تم رفعها تتمثل أساسا في إعلان الشركة عن رفضها للاتفاقية التي ستضر بها، وضرورة تفعيل الاتفاق المبرم بتاريخ 3 فيفري لسنة 2011 والقاضي بتحويل كل الشركات الفرعية إلى إدارات متخصصة ضمن شركة الخطوط التونسية، فضلا عن أهمية فتح ملف الخطوط التونسية بصفة استعجالية بين كل الأطراف المتدخلة وبإشراف كل من رئاسة الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل. وبين بن ميلاد أن الانطلاق مباشرة بالتسويق لهذه الاتفاقية هو عملية تسويف ومغالطة للرأي العام وتجاهل تام لوضعية الشركة الحقيقية دون الوقوف عند برنامج إعادة هيكلتها، مضيفا أن الشركة لم يشملها حتى اليوم أي تدخل إصلاحي ولم يفعل أي اتفاق بشأنها. كما أشار بن ميلاد إلى أن هذه الاتفاقية ستضر بالنسيج المؤسساتي المحلي، مبينا أن هناك العديد من البلدان المجاورة رفضت الاتفاقية مثل مصر والجزائر وبقية البلدان التي أمضت عليها ضخت تمويلات هامة للانخراط في هذه الاتفاقية على غرار المغرب التي ضخت ما يناهز ال1500 مليار درهم مغربي لإعادة هيكلة شركة المغرب للطيران قبل الإمضاء على الاتفاقية. وبين الكاتب العام انه لا يمكن اليوم غض البصر على الدور الكبير الذي تقوم به الناقلة الجوية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها فهي تحقق رقم معاملات يناهز ال1200 مليار دينار سنويا، 80 % من هذه العائدات موجودات من العملة الصعبة، مشيرا إلى أن الخطوط التونسية تعمل على نقل ما يناهز ال70 % من السياح الوافدين إلى تونس وليس من الضروري الاستعانة بشركات طيران أخرى، حسب تعبيره. وتساءل بن ميلاد بالمقابل، عن مدى قدرة الدولة على توفير التعويضات التي توفرها الناقلة الوطنية من قبل في حال تضررها وتراجع رقم معاملاتها الهام بمجرد تطبيق الاتفاقية. وبخصوص استثناء مطار تونسقرطاج من الاتفاقية، أفاد محدثنا بان الإشكال ليس في هذا المطار ولا غيره من المطارات الداخلية لان عمليات حجز تذاكر الطيران في كل الرحلات القادمة إلى تونس مع تفعيل الاتفاقية لن تمر بالضرورة بمطار تونسقرطاج لتصبح موجهة مباشرة إلى بقية المطارات الداخلية التي تشملها هذه الاتفاقية. واستغرب بن ميلاد من عدم تخصيص تمويلات لإعادة هيكلة الخطوط التونسية في قانون المالية لسنة 2018، معتبرا أن هذه العملية مقصودة باعتبار أن الحكومات المتعاقبة ما بعد الثورة لم تفعل حتى اليوم أي بند من بنود برنامج إصلاح وإعادة هيكلة الشركة التي تعاني من صعوبات كبيرة. وتبقى مطالب نقابات الخطوط التونسية التي تم رفعها أمس إلى الحكومة أولى الحركات الاحتجاجية الرافضة لاتفاقية السموات المفتوحة المزمع تفعيلها رسميا في شهر أفريل المقبل، مع توقعات كبيرة بتصعيد هذه الاحتجاجات في حال عدم تلبية هذه المطالب. حسب ما أفاد به ممثلو نقابات الشركة.