اليوم العالمي للسكري كان مناسبة لمجموعة من الخبراء في أمراض الغدد وممثلي الأطباء والمرضى لإطلاق صيحة فزع حول الوضع الخطير الذي تعيشه تونس في علاقة بهذا المرض المزمن. وبسؤال الدكتور محمد عبيد رئيس الجمعية التونسية لأمراض الغدد والسكري، أفادنا أن مليون ومائة الف تونسي مصابون بالسكري وان نصفهم تقريبا لا يعلم بذلك نظرا للنقص في حملات الكشف المبكر. كما عبر الدكتور عبيد عن حيرته تجاه نقص الاهتمام بمرض السكري من قبل الصندوق الوطني للشؤون الاجتماعية الذي لا يخصص اعتمادات كافية لعلاج هذا المرض. وبسؤالنا عن علاقة قلة الاعتمادات بالعجز الذي تشهده الصناديق الاجتماعية، أفاد الدكتور محمد عبيد ان الصندوق الوطني للتأمين على المرض يخصص قرابة ال 400 مليون دينار للأدوية التخصصية التي تهم قرابة الستين الف مريض في حين يخصص ربع هذا المبلغ لمرضى السكري وهم يعدون بمئات الالاف وبالتالي فالمشكل ليس في حجم الإمكانيات بل في توزيعها بالشكل الأمثل. من جهته أشار الدكتور نجيب بن عبد الله رئيس ودادية أطباء السكري بتونس والمشرف على «دار السكري بتونس» ان الودادية تعمل على نشر الوعي بهذا المرض قصد التخفيض في نسبة المصابين به وذلك عبر تنظيم أيام مفتوحة بدار السكري كانت اخرها يوم 14 نوفمبر احياء لليوم العالمي للسكري وفي إطار شهر السكري بتونس. وقد شدد الدكتور بن عبد الله على ضرورة استثمار جميع المتدخلين من أطباء ووزارات اشراف في حملات كشف مبكر تسمح بالعلاج المبكر والفعال مما يساهم في التقليل من تعكرات مرض السكري على القلب والشرايين والعينين والكلى وغيرها. كما أضاف الدكتور بن عبد الله ان تعكرات مرض السكري مسؤولة عن 80 % من كلفة المرض بينما لا تمثل حملات الكشف المبكر والادوية الا 1 و2 % من كلفة المرض. واعتبر الدكتور بن عبد الله ان الاستثمار في الكشف المبكر والادوية الجديدة كفيل بخفض كلفة المرض الصحية والمادية بفضل التخفيض من نسبة التعكرات. من جانبه أشار الدكتور محمد بالأسود رئيس ودادية أطباء السكري بصفاقس ان أنشطة دار السكري بصفاقس تتوجه أساسا الى الأطفال المصابين بالسكري واولياءهم وان غايتها ادماجهم في المجتمع عبر الفن والرياضة. وذكر في هذا الصدد ببعض التجاوزات في حق مرضى السكري ومنها حرمانهم من حقهم في العمل من قبل بعض المؤسسات بداعي مرضهم مما يشكل تمييزا غير مقبول ولا يمكن السكوت عنه. كما شدد الدكتور بالأسود على ضرورة الإحاطة بمرضى السكري عبر التكفل بأشرطة قيس السكر في الدم والأدوية الفعالة التي حظيت برخص ترويج في تونس منذ سنوات لتتساوى حظوظ مريض السكري التونسي بالمرضى في الدول المجاورة كالمغرب والجزائر وليبيا. وفي ختام لقاءنا بالأطباء الثلاثة عبروا جميعا عن رغبة جمعياتهم في التعاون مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والصحة لتحيين المراجع العلاجية ووضع خطة وطنية لمجابهة مرض السكري الذي يتسبب في 10 % من الوفيات في تونس.