بعد انقضاء شهر السكري وإحياء اليوم العالمي لمرضى السكري الموافق ل14نوفمبر من كل سنة تواصل الجمعية التونسية لأمراض الغدد والسكري حملاتها التحسيسية والتوعوية، وتجاوز نطاق الحملات والبرامج الظرفية والمناسباتية للفت الانتباه لخطورة تداعيات المرض الصحية والاقتصادية في ظل تمادي صندوق التأمين عن المرض تجاهل التكفل بمصاريف الكشف المبكر والمتابعة اللصيقة لتطور المرض عبر استعمال أشرطة قيس السكر في الدم. وهي آليات على غاية من الأهمية في السيطرة على المرض وتفادي تبعات كلفة تعكراته الثقيلة على ميزانية الدولة. وترى الجمعية ومن ورائها الخبراء وأطباء الاختصاص ضرورة انخراط الصندوق في هذا المجهود عبر التكفل بمصاريف العلاج وإدراج هذه البروتوكولات العلاجية ضمن مظلة التغطية التأمينية. في هذا الصدد أصدرت الجمعية بلاغا شددت فيه على صيحات الفزع التي أطلقها عدد من الأطباء والخبراء في أمراض الغدد حول الوضع الخطير الذي تعيشه تونس في علاقة بهذا المرض المزمن. ونبهت على لسان رئيسها الدكتور محمد عبيد أن ملون ومائة ألف تونسي مصابون بالسكري غير أن نصفهم لا يعلم بذلك وهو ما يمثل خطرا كبيرا بالنظر لتداعياته الوخيمة على المرضى أنفسهم للنقص في عمليات الكشف المبكر وما يمثله من أرضية ملائمة لبروز عديد الأمراض المزمنة الباهظة التكلفة على المجموعة الوطنية. وعبر د.عبيد عن الانشغال تجاه قلة اهتمام الصندوق الوطني للتأمين على المرض بمرضى السكري وعدم تخصيصه الاعتمادات الكافية لعلاج المرض. ويرى أن الإشكال لا يكمن في قلة الاعتمادات لدى الصندوق بل في توزيعها حيث أنه يخصص حوالي الأربعمائة مليون دينار للأدوية التخصصية التي تهم قرابة الستين الف مريض في حين يخصص ربع هذا المبلغ لمرضى السكري وهم يعدون بمئات الالاف وبالتالي فالمشكل ليس في حجم الإمكانيات بل في توزيعها بالشكل الأمثل. وأشار نفس البلاغ إلى تأكيد الدكتور نجيب بن عبد الله رئيس ودادية أطباء السكري بتونس والمشرف على «دار السكري بتونس» ضرورة استثمار جميع المتدخلين من أطباء ووزارات الاشراف في حملات كشف مبكر تسمح بالعلاج المبكر والفعال مما يساهم في التقليل من تعكرات مرض السكري على القلب والشرايين والعينين والكلى وغيرها. موضحا ان تعكرات مرض السكري مسؤولة عن 80 % من كلفة المرض بينما لا تمثل حملات الكشف المبكر والادوية الا 1 و2% من كلفة المرض. واعتبر الدكتور بن عبد الله ان الاستثمار في الكشف المبكر والادوية الجديدة كفيل بخفض كلفة المرض الصحية والمادية بفضل التخفيض من نسبة التعكرات. من جانبه أشار الدكتور محمد بالأسود رئيس ودادية أطباء السكري بصفاقس ان أنشطة دار السكري بصفاقس تتوجه أساسا الى الأطفال المصابين بالسكري واوليائهم وان غايتها ادماجهم في المجتمع عبر الفن والرياضة. وذكر في هذا الصدد ببعض التجاوزات في حق مرضى السكري ومنها حرمانهم من حقهم في العمل من قبل بعض المؤسسات بداعي مرضهم مما يشكل تمييزا غير مقبول ولا يمكن السكوت عنه. كما شدد على ضرورة الإحاطة بمرضى السكري عبر التكفل بأشرطة قيس السكر في الدم والادوية الفعالة التي حظيت برخص ترويج في تونس منذ سنوات لتتساوى حظوظ مريض السكري التونسي بالمرضى في الدول المجاورة كالمغرب والجزائر وليبيا. يذكر أن الاحتفال باليوم العالمي للسكري سجل تنظيم عديد الحملات وبرامج الكشف المبكر للمرض وتم خلاله التركيز على إبلاغ صوت الجمعيات المعنية بمرضى السكري والمتخصصة في دعم التعاون مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والصحة لتحيين المراجع العلاجية ووضع خطة وطنية لمجابهة مرض السكري الذي يتسبب في 10 % من الوفيات في تونس.