مازال المعهد الثانوي بسبيبة الى غاية امس الجمعة يعيش على وقع مخلفات حادثة انتحار قيم بالمؤسسة بعد ظهر اول امس الخميس لمّا القى بنفسه من اعلى الطابق الثاني للمعهد وسط التلاميذ وتوفي على عين المكان متاثرا باصابات وكسور بليغة. وقد تواصل صباح امس تعطل الدروس بالمعهد بسبب الحالة النفسية المضطربة التي مازال عليها اغلب التلاميذ من جراء المشهد الفظيع الذي شاهدوه والدماء التي كانت تكسو الجثة المتهشمة للقيم المنتحر بعد سقوطه من ارتفاع اكثر من 10 امتار. ويذكر ان بعض اساتذة المؤسسة قد لجؤوا الى ادخال تلاميذهم الى القاعات والسعي الى توفير احاطة معنوية بهم لمساعدتهم على تجاوز اثار الحادثة بدل تقديم الدروس العادية اليهم، من جهتها وفي خطوة ايجابية بادرت المندوبية الجهوية للتربية بارسال اخصائيين نفسيين تابعين لها مساء الخميس وامس الجمعة الى المعهد لتوفير الرعاية النفسية لبقية التلاميذ، علما وان اكثر من 100 تلميذة تم نقلهن اثر الواقعة للمستشفى المحلي بسبيبة لتلقي الاسعافات من جراء حالات الاغماء والفزع التي كن يعانين منها مثلما افادنا بذلك امس المندوب الجهوي للتربية بالقصرين لطفي نصرلي الذي اضاف ان الادارة الجهوية للصحة ارسلت بدورها اخصائيا نفسيا للمعهد للقيام بنفس المهمة. وافاد في نفس الاطار الكاتب العام للنقابة الاساسية للتعليم الثانوي بسبيبة المولدي الداودي وباعتباره استاذ بالمعهد ايضا، انه تم نقل تلميذ وتلميذة لمواصلة تلقي العلاج والرعاية الطبية بالعاصمة الاول مريض بالسكري تعكرت حالته بسبب الحادثة والثانية حصل لها انهيار عصبي من جراء الحادث. ومن حسن الحظ ان الواقعة حصلت قبل عطلة الشتاء بيومين ومن المنتظر ان يتواصل تعطل الدراسة اليوم السبت لتمكين التلاميذ من مزيد الوقت لتجاوز مخلفات انتحار القيم تحت انظارهم وستكون العطلة التي تمتد اسبوعين كاملين فرصة لنسيان ذلك المشهد المريع وبعدها سيتم ايضا توفير المتابعة والرعاية النفسية لجميع التلاميذ من طرف المختصين التابعين للمندوبية الجهوية للتربية والادارة الجهوية للصحة.