نيويورك - القدسالمحتلة (وكالات) استخدمت الولاياتالمتحدة أمس حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار العربي الذي طرح على مجلس الأمن بشأن القدس. وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي في معرض تبريرها لهذه الخطوة «استخدمنا الفيتو دفاعا عن دور الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط»، مضيفة قولها أن الولاياتالمتحدة لن تفسح المجال لأحد بأن يملي عليها أين تقيم سفارتها. وقبل التصويت على القرار، أعلنت المندوبة الأمريكية أن بلادها سوف تستخدم «الفيتو» ضد مشروع القرار. واعتبرت هيلي خلال جلسة للمجلس، أن مشروع القرار المطروح «يعيق السلام»، مضيفة أن واشنطن «ملتزمة بالتوصل إلى سلام دائم مبني على حل الدولتين». وقد قوبلت الخطوة الأمريكية الجديدة في مجلس الأمن بالانتقاد والتعبير عن الأسف من جانب الأعضاء الآخرين وأعلن مندوب بريطانيا أن بلاده لن تنقل سفارتها على القدس الشرقية المحتلة. وكان المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام قد حذر خلال الجلسة من أن «هناك خطوات أحادية الجانب يمكن أن تهدد حل الدولتين»، داعيا إسرائيل إلى وقف أنشطتها الاستيطانية غير القانونية. وقال ملادينوف إن «القوات الإسرائيلية قتلت 22 فلسطينيا خلال الأشهر الماضية»، مشيرا إلى «زيادة أعمال العنف منذ إعلان ترامب قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل». وشدد المنسق الخاص على أن «السلام لا يزال مبنيا على حل الدولتين»، وأن «وضع القدس يجب أن يكون ضمن قضايا الحل النهائي». نقل المعركة إلى الجمعية العامة يشار إلى أن وزير الخارجية والمغتربين في السلطة الوطنية الفلسطينية رياض المالكي كان قد استبق أمس الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن بإعلان اعتزام فلسطين التحرك نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعوتها لجلسة طارئة تحت عنوان «متحدون من أجل السلام»، في حال لجوء واشنطن ل»الفيتو» لإحباط مشروع القرار العربي الذي ينص على رفض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل. وأضاف المالكي، في بيان صحفي للوزارة أنه سيتم مطالبة الدول الأعضاء في الجمعية للتصويت على نفس مشروع القرار الذي قدمناه لمجلس الأمن والذي حاربته أمريكا من خلال الفيتو، موضحا أنه في الجمعية العامة لن يكون بإمكان أمريكا استعمال هذا الامتياز، وسيُعتبر تصويت الجمعية العامة تحت مسمى «متحدون من أجل السلام» بنفس قيمة وأهمية قرارات مجلس الأمن الدولي، وهذا سيُشكل صفعة قوية لنيكي هيلي ولجميع الصهاينة الجدد الذين يدفعون الإدارة الأمريكية باتجاه هذه العزلة الدولية، ومعاداة حقوق شعبنا. وأشار المالكي في البيان إلى أنه تصادف هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لصدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 بخصوص الاستيطان، والذى يُعتبر أهم القرارات الأممية التي صدرت خلال الثلاثين عاماً الماضية، وينوى الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقريره السنوي هذا اليوم أمام المجلس، حيث يُفترض أن يظهر بدون أي لُبس مخاطر الاستيطان وما قامت به إسرائيل دولة الاحتلال من عمليات استيطانية خلال العام الماضي في نقيضٍ كامل لمضمون وفحوى هذا القرار، ويُفترض أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته حيال هذا الخرق الفاضح من قبل دولة الاحتلال وتجاهلها الكامل لهذا لقرار وضرورة الالتزام به. وتابع، هذا التقرير سُيبنى عليه عندما يتم التصويت على مشروع القرار الفلسطيني الذي تقدمت به مصر لمجلس الأمن، والذي يؤكد على عدم قانونية قرار الرئيس ترامب الأخير الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وفى نقل سفارة بلاده إلى القدس، وتعارض هذا القرار مع قرارات مجلس الأمن وتحديداً قراري 478 و2334. ووصف «ما حدث في الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن من مناقشات، وما قرأناه من بيانات أو ما شاهدناه من فعاليات ونشاطات في أرجاء المعمورة»، بأنه «يؤكد أن أمريكا قد عزلت نفسها بالكامل بهذا القرار، وشكلت حالة إجماع دولية رافضة له ومطالبة بإلغائه، وهذا ما سوف نتلمسه اليوم عبر التصويت على مشروع القرار هذا».