نيويورك )وكالات) تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، المؤلفة من 193 دولة، اليوم جلسة خاصة طارئة للتصويت على مشروع قرار يدعو لسحب إعلان ترامب. وتدعو مسودة القرار كل الدول إلى الإحجام عن تأسيس بعثات ديبلوماسية في القدس. وتقول تركيا إن التحرك الجديد يأتي بعد إخفاق مجلس الأمن الدولي في إقرار مشروع قرار دعا إلى عدم الاعتراف بأي خطوة أحادية الجانب بشأن القدس. وتقدمت مصر بمشروع القرار أمام مجلس الأمن يوم الإثنين. ولم يذكر مشروع القرار الولاياتالمتحدة أو واشنطن ولا ترامب بالاسم لكنه أبدى «الأسف الشديد إزاء القرارات التي اتُخذت في الآونة الأخيرة والتي تتعلق بوضع القدس». وصوت الأعضاء الأربعة عشر الآخرون بالمجلس بتأييد مشروع القرار المصري، فيما استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض الفيتو. وصدر قرار في عام 1950 ينص على إمكانية دعوة الجمعية العامة لجلسة طارئة خاصة لبحث قضية بهدف «إصدار توصيات ملائمة للأعضاء من أجل إجراءات جماعية» وذلك إذا فشل مجلس الأمن في اتخاذ إجراء». وعقدت الجمعية العامة عشر جلسات فقط من هذا النوع كانت آخرها في عام 2009 بشأن القدس الشرقية المحتلة والأراضي الفلسطينية. وجلسة اليوم ستكون استئنافا لجلسة عام 2009. وقرارات الجمعية العامة غير ملزمة ولكنها تحمل ثقلا سياسيا. انتصار فلسطيني أوّلي يشار إلى أن الفلسطينيين تمكنوا مساء أول أمس -عشية هذا التصويت ذي الأهمية العالية - من انتزاع انتصار ديبلوماسي وسياسي أولي تمثل في اعتماد الجمعية العامة الأممية، وبأغلبية ساحقة قرارا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وقال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة السفير رياض منصور، إن الجمعية العامة صوتت بأغلبية 176 دولة لصالح القرار، فيما صوتت 7 دول ضده ( الولاياتالمتحدة وإسرائيل وجزر مارشال وميكرونيزيا ونيرو وبالاو) وامتناع 4 دول (الكاميرون وهندوراس، وتوغو وتونغا). وأضاف أن هذا التصويت الكاسح الذي يأتي بعد يوم واحد من استخدام الولاياتالمتحدة لحق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن، له معنى سياسي خاص يتمثل برفض العالم للموقف الأمريكي الجديد بشأن القدس، الأمر الذي يزيد من عزلة الولاياتالمتحدة التي ارتأت أن تقف بجانب دولة الاحتلال (إسرائيل) في خرقها لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وأشار إلى قرار آخر من المفروض أن يكون تم التصويت عليه أمس في الجمعية العامة ويتعلق بحق الشعب الفلسطيني في السيادة على موارده الطبيعية في الأراضي المحتلة بما فيها القدسالمحتلة. وكان وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي قال لإذاعة «صوت فلسطين» أمس أن «العمل جار للحصول على تصويت أكبر عدد من الدول تجاه مشروع القرار العربي المضاد لإعلان الرئيس ترامب حول القدس ليشكل ذلك صفعة وردّا قويا على استخدام الولاياتالمتحدة حق النقض )الفيتو) تجاهه في مجلس الأمن». ابتزاز أمريكي في هذه الأثناء، حذرت السفيرة الأمريكيةبالأممالمتحدة نيكي هيلي في تعليق على تويتر من أن الولاياتالمتحدة ستضع في حسبانها الذين صوتوا لصالح القرار الذي ينتقد التحرك الأمريكي، ملوحة باحتمال اتخاذ إجراءات ضدها كالحرمان من المساعدات الأمريكية. وكتبت تقول «في الأممالمتحدة دائما ما نواجه مطالب بفعل المزيد وإعطاء المزيد. لذلك عندما نتخذ قرارا بناء على إرادة الشعب الأمريكي بشأن المكان الذي سننقل إليه سفارتنا فإننا لا نتوقع من أولئك الذين ساعدناهم أن يستهدفونا. يوم الخميس (اليوم) سيكون هناك تصويت ينتقد خيارنا. الولاياتالمتحدة ستأخذ الأسماء.» وقالت السفيرة هيلي إن بلادها استخدمت حق النقض ضد مشروع القرار بمجلس الأمن دفاعا عن السيادة الأمريكية ودور الولاياتالمتحدة في عملية السلام بالشرق الأوسط. وانتقدت هيلي مشروع القرار ووصفته بأنه إهانة لواشنطن وإحراج لأعضاء المجلس. ولا يوجد اعتراف دولي بأي سيادة إسرائيلية على القدس، ولا تزال جميع الدول تحافظ على بقاء سفاراتها في تل أبيب. وحذرت السفيرة الأمريكيةبالأممالمتحدة نيكي هيلي في تعليق على تويتر من أن الولاياتالمتحدة ستضع في حسبانها الذين صوتوا لصالح القرار الذي ينتقد التحرك الأمريكي.