في اواسط الثمانينات من القرن الماضي أي منذ 30 سنة بدا الحديث في جهة القصرين عن اعتزام وزارة الفلاحة احداث سد كبير على وادي الحطب لاستغلال منسوبه الكبير من المياه كلما نزلت الامطار، باعتبار انه اكبر واد في الولاية وعديد الاودية الاخرى تصب فيه واكدت الدراسات ساعتها ان افضل مكان لاقامته فيه منطقة «خنقة الجازية» التابعة لمعتمدية حاسي الفريد جنوب شرق القصرين (غير بعيد عن الحدود الادارية مع ولاية سيدي بوزيد) لكن وقبل الشروع في تنفيذ المشروع وقع التفطن الى ان مياه الوادي عند وصولها الى مكان حوض السد تصبح ملوثة بالنفايات السائلة التي يفرزها مصنع عجين الحلفاء والورق بالقصرين والتي يقع تمريرها في مجرى»وادي اندلو» ومنها الى وادي الحطب، فتوقف المشروع منذ ذلك الوقت، ليعود طرحه بعد الثورة خصوصا مع بروز الحاجة الى مزيد تعبئة مياه السيلان بالجهة لاستغلالها في مختلف المجالات الفلاحية لاحداث المزيد من المناطق السقوية واحياء الاف الهكتارات وتوفير حاجيات المصانع المنتصبة بالمنطقة الصناعية الجديدة بالقصرين وتأمين مياه الشرب لعديد المناطق وانطلق خبراء الادارة العامة للسدود واشغال المياه الكبرى بالتنسيق مع المندوبية التنمية الفلاحية بالقصرين في البحث عن مكان اخر لاحداث السد. بين جبلي الشعانبي وسمامة قادت المعاينات والدراسات الاولية الى اختيار منطقة « بولعابة « وتحديدا لمجرى وادي الحطب بين مرتفعات جبلي الشعانبي وسمامة في الاراضي الممتدة بين الطريق الوطنية عدد17 في اتجاه تالة والوطنية عدد13 المارة تحت السفح الشمالي للشعانبي نحو الحدود الجزائرية، وهو مكان بعيد عن الملوثات السائلة التي تنطلق من قنوات مصنع الحلفاء في وادي اندلو ومنها الى وادي الحطب اي ان مكان السد ياتي قبل بداية التلوث بالوادي المذكور بقرابة 20 كلم. انطلاق الدراسات والأشغال تبدأ في سنة 2019 حسب مصادر من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين فان دراسة جيوتقنية APS+ المتعلقة بالسد انطلقت مؤخرا وتم رصد مبلغ 450 الف دينار لها والتي من المنتظر ان تتواصل عاما كاملا وبعدها تبدأ الاشغال اي في حدود بداية 2019 ووفق نفس المصادر فان السد سيكون في منطقة «سيدي بولعابة» التابعة اداريا لمعتمدية فوسانة(غرب القصرين) حسب الاحداثيات التالية: X=475.961 - Y=3901.893 وتبلغ مساحة حوضه الصباب: 11.7000 هك وطاقة خزنه 48 مليون متر مكعب والغرين السائل السنوي له حوالي24 مليون متر مكعب اما الغرين الصلب السنوي فهو في حدود 670.000 متر مكعب ويرتفع الساتر الترابي للسد الى قرابة34 مترا. 45 مليارا الكلفة التقديرية للسد مشروع احداث السد الكبير ستبلغ تكلفته التقديرية 45 مليارا وهو يهدف الى تخزين حوالي 24 مليون متر مكعب من مياه السيلان بعضها قادم من الاراضي الجزائرية التي ينبع منها وادي الحطب وروافده وحماية قرية سيدي بولعابة والسهول المتاخمة لوادي الحطب وسيدي حراث (شمال القصرين) من الفيضانات وري حوالي2400 هك من الجهة السفلى للسد وحوالي 300 هك من الجهة العليا للسد وتزويد المنطقة الصناعية بالقصرين القريبة من موقع السد بحوالي3 مليون متر مكعب اضافة الى تغذية الموائد المائية بكل من القصرين وسبيطلة وإحداث نقطة ماء لحماية الغابات من الحرائق يمكن استعمالها عند الحاجة ويعتبر هذا السد من اهم المشاريع التي اعادتها الثورة على الساحة في انتظار تفعيل عديد المشاريع الاخرى التي كانت مبرمجة في الجهة قبل14 جانفي2011 ومن اهمها منطقة التبادل الحر بتلابت بوشبكة والمحطة الاستشفائية ببولعابة واحياء خطي السكك الحديدية للمسافرين بين القصرين وسوسة والقصرين وتونس واستكمال الجزء الثاني من الطريق الحزامية لمدينة القصرين المعطل منذ الايام الاولى للثورة.