4 جانفي من كل سنة، يبقى يوما أسود لكرة القدم التونسية بما تحمله الكلمة من معنى... كيف لا وهو اليوم الذي ودعنا فيه اثنين من خيرة ما أنجبت كرة القدم التونسية ونعني الهادي بالرخيصة «بلها» ولسعد الورتاني «الزقو» كما يحلو للجميع مناداتهما. اليوم تمر 21 سنة على رحيل قلب الأسد الهادي بالرخيصة و5 سنوات على وفاة لسعد الورتاني إثر حادث مرور أليم. بالرخيصة لفظ أنفاسه على المستطيل الأخضر في مثل هذا اليوم من سنة 1997 سكت قلب الأسد.. نعم سكت قلب الهادي بالرخيصة للأبد وهو على المستطيل الأخضر لملعب زويتن... يومها كان يخوض لقاء وديا مع الترجي الرياضي ضد اولمبيك ليون الفرنسي.. كان «بلها يصول ويجول فوق الميدان وفجأة سقط على البساط الأخضر بعد أن روض الكرة بصدره... لا احد كان يتصور ان قلب الاسد للترجي وللمنتخب الوطني لن ينهض مجددا».. ...لكن بقاءه على الميدان دون حركة طال أكثر من اللزوم فهرع إليه الجميع لإيقاظه من غيبوبة اعتقدها الجميع غيبوبة ظرفية بما في ذلك الاطار الطبي لنادي اولمبيك ليون الذي عبثا حاول إعادة النبض إلى قلب بالرخيصة بعد أن ابتلع لسانه... لقد مات قلب الأسد وتوقف قلبه للأبد. وهو في عز العطاء... ولم يحتفل بعد بعيد ميلاده ال25 فبكته كل تونس وكل الجماهير بمختلف ألوانها. جماهير غفيرة حضرت جنازته للوداع الأخير لقلب الأسد الذي وبالرغم من صغر سنه فقد أعطى الكثير للترجي الرياضي وللمنتخب الوطني» موت بلها كان شعلة ألهمت زملاء توفيق الهيشري في مواجهة المنتخب المصري ذات لقاء شتوي خيم عليه الحزن والأسى ورددت الجماهير «بلها يا بلها». لمن لا يعرف «بلها» ولد الهادي بالرخيصة يوم 28 جوان 1970 وعاش طفولته بفرنسا مع عائلته وعاد إلى تونس وعمره 16 سنة وانضم إلى الترجي الرياضي وارتقى إلى الأكابر عام 1990 أحرز مع فريق باب سويقة البطولة خلال موسمي 1992-1993 و1993-1994 والبطولة العربية عام 1993 والكأس الآفرو آسياوية عام 1995 وقاد فريقه إلى التتويج بكاس رابطة الأبطال الإفريقية سنة 1994 بإمضائه ثنائية تاريخية في مرمى الزمالك المصري. والتحق بالمنتخب الوطني سنة 1994 وكان من بين العناصر التي صنعت ملحمة جوهانسبورغ في نهائيات كاس أفريقيا للأمم 1996... وتحصل بالرخيصة على جائزة أفضل لاعب تونسي خلال موسم 1993-1994 كما كان أول لاعب تونسي يتم اختياره أفضل لاعب عربي وذلك سنة 1995 من خلال الاستفتاء السنوي الذي تقوم به مجلة الحدث العربي اللبنانية» لكن القدر لم يمهله لتسلم الكرة الذهبية العربية بنفسه وكان والداه من تسلما هذه الجائزة بعد عام من وفاته...» . حادث مرور ينهي حياة الورتاني الأسعد الورتاني، كانت وفاته هو الآخر فجئية، عاد في زيارة خاطفة الى تونس قادما من السعودية اين يشغل خطة مساعد للمدرب جلال القادري في فريق النهضة السعودي. كان متلهفا للقاء زوجته وأبنائه الذين لم يتعود الابتعاد عنهم لكن في لمح البصر رحل الورتاني إلى الأبد اثر حادث مرور اليم بالضاحية الشمالية... ليترك لوعة كبيرة ليس لدى عائلته فقط بل لدى كل من عرفه من قريب أو من بعيد... «الزقو» في سطور ولد الأسعد الورتاني «الزقو» يوم 2 ماي من سنة 1980، بدأ يداعب الكرة في شبيبة القيروان ليتدرج من صنف إلى آخر ، وفي 2001 التحق بالملعب التونسي اين لعب الى غاية 2004 وتوج مع فريق باردو بكاس تونس في موسم 2003/2004. تألقه في تشكيلة الملعب التونسي جعله يتلقى عديد العروض لكنه اختار الانضمام الى النادي الافريقي في 2004 وواصل معه الرحلة الى 2009 فكان من ابرز اللاعبين في فريق باب الجديد وساهم في عديد التتويجات.. ميزة الورتاني انه يدافع بشراسة عن القميص الذي يرتديه وهو ما جعل جماهير النادي الافريقي تدرج صورته في اغلب «الدخلات» وفاء منها لهذا اللاعب الكبير... الذي يبقى في قلوب كل الأحمر والأبيض وأيضا في قلوب عشاق الكرة النظيفة... الأسعد الورتاني أنهى مسيرته كلاعب في فريقه الام شبيبة القيروان قبل ان يقرر الاعتزال في 2010 ويدخل في ما بعد غمار التدريب... «الزقو» تقمص زي المنتخب الوطني الأول كما انه كان من ضمن العناصر التي أهدت تونس الميدالية الذهبية في ألعاب المتوسط 2001. رحل الورتاني قبل أن يحتفل بعيد ميلاده رقم 33... وترك وراءه 3 أطفال (ولد وبنتان توأم). دائما في البال رغم مرور السنين فان الهادي بالرخيصة والأسعد الورتاني سيظلان في البال لأنهما لاعبان غير عاديين فوق الميدان وخارجه.. لاعبان من طينة الكبار رياضيا وأخلاقيا... لن ننساكما بكل تأكيد وستحكي عنكما عديد الأجيال لأنكما بكل بساطة كنتما الاستثناء...