في مثل هذا اليوم من سنة 1997 سكت قلب الاسد...نعم سكت قلب الهادي بالرخيصة للابد وهو على المستطيل الاخضر لملعب زويتن...يومها كان يخوض لقاء وديا مع الترجي الرياضي ضد اولمبيك ليون الفرنسي.. كان "بلها يصول ويجول فوق الميدان وفجأة سقط على البساط الاخضر بعد ان روض الكرة بصدره... لا احد كان يتصور ان قلب الاسد للترجي وللمنتخب الوطني لن ينهض مجددا... لكن بقاءه على الميدان دون حركة طال اكثر من اللزوم فهرع اليه الجميع لإيقاظه من غيبوبة اعتقدها الجميع غيبوبة ظرفية بما في ذلك الاطار الطبي لنادي اولمبيك ليون الذي عبثا حاول اعادة النبض الى قلب بالرخيصة بعد ان ابتلع لسانه...لقد مات قلب الاسد وتوقف قلبه للابد. وهو في عز العطاء... ولم يحتفل بعد بعيد ميلاده ال25 فبكته كل تونس وكل الجماهير بمختلف ألوانها. جماهير غفيرة حضرت جنازته للوداع الاخير لقلب الاسد الذي وبالرغم من صغر سنه فقد اعطى الكثير للترجي الرياضي وللمنتخب الوطني... لقد كان "بلها " لاعبا استثنائيا فوق الميدان بأخلاقه العالية وعطائه الغزير ولذلك فان نسيانه صعب مهما مرت السنون على وفاته.
مسيرة قصيرة لكنها غنية بالتتويجات
ولد الهادي بالرخيصة يوم 28 جوان 1970 وعاش طفولته بفرنسا مع عائلته وعاد الى تونس وعمره 16 سنة وانضم الى الترجي الرياضي وارتقى الى الأكابر عام 1990 احرز مع فريق باب سويقة البطولة خلال موسمي 1992-1993 و1993-1994 والبطولة العربية عام 1993 والكأس الآفرو آسياوية عام 1995 وقاد فريقه الى التتويج بكاس رابطة الابطال الافريقية سنة 1994 بإمضائه ثنائية تاريخية في مرمى الزمالك المصري. والتحق بالمنتخب الوطني سنة 1994 وكان من بين العناصر التي صنعت ملحمة جوهانزبورغ بنهائيات كاس افريقيا للامم 1996... وتحصل بالرخيصة على جائزة أفضل لاعب تونسي خلال موسم 1993-1994 كما كان اول لاعب تونسي يتم اختياره افضل لاعب عربي وذلك سنة 1995 لكن القدر لم يمهله لتسلم الكرة الذهبية العربية بنفسه.