واشنطن – طهران )وكالات) وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الشعب الإيراني بتوفير الدعم له «عندما يحين الوقت» من دون توضيح ما يعنيه بذلك. يأتي ذلك فيما سجل أمس خروج عشرات الآلاف من مؤيدي النظام الإيراني في مظاهرات مضادة للمحتجين على الفساد وغلاء المعيشة في طهران وعدد من المدن والبلدات الإيرانية الأخرى بعد ليلة اتسمت بالهدوء نسبيا مقارنة بالأيام والليالي السابقة. وفي تغريدة صباحية جديدة كتب ترامب «كل الاحترام للإيرانيين في الوقت الذي يحاولون فيه استعادة زمام الحكم الفاسد. ستحصلون على دعم كبير من الولاياتالمتحدة عندما يحين الوقت». ومنذ بداية الاحداث كثف ترامب هجماته على النظام الايراني الذي وصفه بأنه «وحشي وفاسد». حتى انه قال الاثنين الماضي أن «وقت التغيير» قد حان ووصف شعب إيران بأنه «متعطش للحرية». مظاهرات داعمة للنظام والملاحظ أنه بعد ستة ايام من المظاهرات الشعبية وأعمال العنف التي تخللتها هتافات ضد الحكم وأسفرت عن مقتل 22 شخصا واعتقال المئات، احتجاجا على الصعوبات الاقتصادية، شهد عدد من المدن الإيرانية أمس تجمع عشرات الآلاف من الاشخاص في شوارعها للتعبير عن دعمهم للنظام وادانة «الاضطرابات» والاحتجاجات الأخيرة. ورفع المتظاهرون لافتات تدين «مثيري الشغب»، ورددوا هتافات مؤيدة لمرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، وأخرى من بينها «الموت لامريكا» و»الموت لإسرائيل» و»الموت للمنافقين»، في إشارة الى حركة «مجاهدي خلق» التي تتهمها السلطات الايرانية بتأجيج أعمال العنف. وبث التلفزيون الحكومي لقطات مباشرة لمسيرات خصوصا في الاحواز (جنوب غرب) واراك (وسط) وايلام (غرب) وكرمنشاه (غرب) وغرغان (غرب). وهتف بعض المتظاهرين «بالدم، بالروح، نفديك مرشدنا»، ورفع كثيرون الاعلام الايرانية. وجاءت هذه التظاهرات بعد ليلة هادئة في طهران التي شهدت تظاهرات صغيرة في الليالي الثلاث الماضية، كما ذكرت وسائل الاعلام ومسؤولون. وقتل 22 شخصا بينهم 16 متظاهرا منذ أن انطلقت التظاهرات في 28 ديسمبر في مشهد (شمال شرق)، ثاني مدن إيران، قبل أن تنتشر سريعا وتمتد إلى جميع أنحاء البلاد. ويحتج المتظاهرون على الضائقة الاقتصادية وسياسات حكومة الرئيس حسن روحاني المتقشفة. وأعلنت السلطات توقيف عدد من «مثيري» الاضطرابات في مناطق مختلفة. وتفيد أرقام نشرتها السلطات ان 450 شخصا أوقفوا في طهران منذ مساء السبت ومئات آخرين في المحافظات الاخرى. زيادة ضغوط يشار إلى أنه منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية الشعبية في إيران يوم الخميس الماضي، لم يتوقف الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن إعلان تأييده للمتظاهرين، وانتقاد السلطات، في مسعى واضح لزيادة الضغط على الجمهورية الاسلامية. وفي هذا السياق، طلبت السفيرة الامريكية في الاممالمتحدة نيكي هايلي أول أمس عقد «اجتماعات طارئة لمجلس الامن في نيويورك ومجلس حقوق الانسان في جنيف» لبحث التطورات في إيران و»الحرية» التي يطالب بها الشعب الايراني. وأضافت هايلي «علينا الا نبقى صامتين. الشعب الايراني يطالب بحريته»، من دون ان تحدد مواعيد لهذه الاجتماعات. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز أول أمس ان النظام الايراني «يصرف ثروات بلاده على الانشطة والارهاب في الخارج، بدلا من تأمين الرخاء في الداخل». وأضافت أن «اسعار السلع الاساسية والنفط ترتفع، فيما الحرس الثوري تصرف ثروات البلاد على المجموعات المقاتلة الاجنبية يجمع ثروة على الطريق». واتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أول أمس «أعداء» إيران بالتآمر ضد الجمهورية الاسلامية. تأييد أردوغان وكان الرئيس الايراني حسن روحاني اتهم «أقلية صغيرة» بإثارة الاضطرابات، مشيرا الى أن «أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب». وصرح روحاني في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس بأنه يأمل أن تنتهي التظاهرات التي تهز إيران منذ الاسبوع الماضي «خلال ايام»، كما اعلنت الرئاسة التركية في بيان. وقالت الرئاسة التركية ان اردوغان اكد في هذا الاتصال الهاتفي ضرورة حماية «السلم والاستقرار» في المجتمع الايراني، وانه يشاطر نظيره الايراني رأيه بأن الحق في التظاهر يجب الا يؤدي الى «انتهاكات لقانون». وكانت مجموعة الاصلاحيين الرئيسية في ايران برئاسة الرئيس الاسبق محمد خاتمي نددت الثلاثاء بأعمال العنف التي تخللت الاحتجاجات في الايام الاخيرة وب»الخداع الكبير» الذي تمارسه الولاياتالمتحدة عبر اعلان تأييدها التظاهرات.