دعت الدول الغربيةطهران الى ضبط النفس بعد خطبة مرشد الجمهورية الاسلامية آية لله علي خامنئي الذي دان موقفها من الانتخابات، بينما قالت واشنطنولندن انهما ترفضان استخدامهما اداة في الجدل الايراني. وحذر خامنئي من مواصلة التظاهرات واكد دعمه اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد القضية التي تشكل محور الجدل في ايران. ففي واشنطن، حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما الحكومة الايرانية الجمعة من ان "العالم يراقب" سلوكها وقال انه يقف "الى جانب الذين يطالبون بالعدالة بشكل سلمي". وتابع ان الطريقة التي سيتبعها القادة الايرانيون في "التعامل مع الذين يحاولون اسماع اصواتهم بوسائل سلمية، ستعطي الاسرة الدولية فكرة جيدة عما هو قائم او غير قائم في ايران". واضاف ان "فكرة نزول مئات الآلاف الاشخاص الى الشوارع في ايران بدعوة من الغرب او الولاياتالمتحدة ذريعة قديمة يتم ابرازها من وقت لآخر. الا انها لن تجدي". واكد مجددا ان ما يحدث في ايران "ليس قضية الولاياتالمتحدة او الغرب ضد ايران بل قضية الشعب الايراني". وكان الناطق باسم الرئاسة الاميركية روبرت غيبس صرح قبيل ذلك "لا يمكننا ان نصبح اداة في الجدل الذي يدور حاليا في ايران بين الايرانيين". ورفض غيبس في الوقت نفسه تشديد موقف البيت الابيض حيال نظام طهران. وقال "كثيرون يودون الا نكون متورطين في ذلك". وجاءت تصريحات اوباما بعيد تبني الكونغرس قرارا يقضي بدعم الايرانيين الذين "يؤمنون بقيم الحرية وحقوق الانسان". وقد اقر مجلس النواب النص ب405 اصوات مقابل صوت واحد بينما تبنى مجلس الشيوخ نصا مماثلا برفع الايدي. ويعبر النص عن "الدعم لكل المواطنين الايرانيين الذين يؤمنون بقيم الحرية وحقوق الانسان والحريات المدنية وحكم القانون". كما ينص على "ادانة العنف ضد المتظاهرين الذي تمارسه حكومة ايران والميليشيات الموالية لها وقطع الاتصالات الالكترونية المستقلة عبر التدخل بالانترنت والهواتف الخليوية". من جهته، اكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند السبت انه لن يسمح للمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي بتحويل التظاهرات الجارية في ايران احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية الى "صراع" بين البلدين. وكتب ميليباند في صحيفة ذي صن ان "المتظاهرين في شوارع طهران برهنوا على نبل". واضاف ان آية الله علي خامنئي "حاول تحميل الغرب مسؤولية الاضطرابات. لكننا لن نسمح لاحد بتحويل ما يجري في شوارع طهران الى نزاع بين بريطانيا وايران". وتابع الوزير البريطاني "رسالتي الى الشعب الايراني بسيطة: تقرير مصير بلدكم يعود اليكم". واضاف "لكننا نريد ان نعرف ما اذا كانت ايران مستعدة للعمل معنا لاعادة الثقة في نواياها النووية ونريد ان نعرف ما اذا كانت مستعدة للعمل من اجل السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين". وتابع "لن نتدخل في شؤونهم لكننا نسعى الى احترام الحقوق الانسانية الاساسية". واكد ان "ما يحدث في ايران سيحله الايرانيون لكنه يهم العالم". وكانت لندن استدعت الجمعة القائم باعمال ايران في بريطانيا لابلاغه بان تصريحات خامنئي الذي وجه انتقادات لبريطانيا خصوصا "غير مقبولة". وقال خامنئي في خطبته ان "دبلوماسيي بلدان غربية عدة ممن كانوا يتحدثون الينا حتى الان بلهجة دبلوماسية، كشفوا عن وجههم الحقيقي، وفي مقدمهم الحكومة البريطانية". من جهته، حرص رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون على تأكيد ان بريطانيا ليست معزولة في موقفها من ايران. وقال ان "العالم باسره ينظر الى ايران" وليس فقط بريطانيا التي "ستواصل الادلاء برأيها" في حال المساس بحقوق الانسان. واضاف "انه امر سليم بالنسبة الينا ان ندافع عن حقوق الانسان وان نعبر عن رأينا ضد القمع وان ندين العنف ومنع وسيلة اعلام حرة من القيام بعملها". واضاف "وسنواصل القيام بذلك". وفي بروكسل، دعا قادة الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي السلطات الايراتنية الى "ضمان حق التجمع والتعبير بشكل سلمي لكل الايرانيين" و"الامتناع عن اللجوء الى القوة ضد التظاهرات السلمية". وقالوا في بيان اقر الجمعة خلال قمتهم ان "الاتحاد الاوروبي يراقب بقلق كبير الردود على التظاهرات في ايران ويدين بحزم اللجوء الى العنف ضد المتظاهرين الذي ادى الى موت عدد كبير من الاشخاص". وشكك القادة الاوروبيون بتصريحات خامنئي الذي استبعد حدوث تزوير، مطالبين بتحقيق. ورأوا ان نتائج الانتخابات "يجب ان تعكس تطلعات وخيارات شعب ايران". وبعد ان اشار الى "نتائج غير متناسبة" في ايران، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي القادة الايرانيين الى "عدم ارتكاب ما لا يمكن اصلاحه" بينما اكدت وزارة الخارجية الفرنسية انها تدعم "حق ورغبة الايرانيين في شفافية وفي الحقيقة". وقرر انصار مير حسين موسوي الذي يطالبون بالغاء نتائج الانتخابات التي جرت في 12 حزيران/يونيو، التظاهر مجددا السبت في طهران لكن مسيرتهم حظرت. وقالت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الانسان الجمعة ان "عشرة اشخاص" قتلوا في التظاهرات المعارضة في ايران. من جهتها، قالت المفوضة العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة قبل خطبة خامنئي نافي بيلاي انها تشعر بالقلق "لتزايد الاعتقالات التي تجري ربما خارج اطار قانوني". كما عبرت عن قلقها "لاحتمال اللجوء الى القوة المفرطة واعمال عنف من قبل افراد في ميليشيات". وتحدث الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين روبرت كولفيل عن اعتقال "مئات" الاشخاص من "مدافعين عن حقوق الانسان وصحافيين وقادة احزاب سياسية". من جهتها، دعت المحامية الايرانية شيرين عبادي حائزة جائزة نوبل للسلام، الجمعة في جنيف "المجتمع الدولي الى منع (الحكومة الايرانية) من اطلاق النار على الشعب". وقالت الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في حديث لوكالة فرانس برس "اتوقع من المجتمع الدولي ان يمنع استمرار العنف من جانب الحكومة. اتوقع ان يمنع اطلاق النار على الشعب".