يبدو الوضع الصحي بالمؤسسات التربوية عاديا ومستقرا إلى هذه الفترة مع التقدم في موسم القريب، ولم تسجل خلال الأيام المنقضية التي تلت العطلة المدرسية وضعيات طارئة أو مستجدة خلافا للمخاوف التي كانت سائدة في الأسابيع الثلاثة الأخيرة من شهر ديسمبر المنقضي التي عرفت ذروة ارتفاع حالات الإصابة بالنزلة الوافدة وتصاعد عدد الوفيات تزامنا مع استقرار موجة البرد والانخفاض الكبير لدرجات الحرارة. استقرار الوضع الصحي ووصفه بالعادي هذه الأيام بالمدارس والمعاهد أكدته مديرة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية في تصريح ل"الصباح" أمس جددت خلاله التشديد على الصبغة العادية لموسم القريب هذا العام وعدم تشكيل أي خطورة على الصحة العامة. وأرجعت كثافة الحملات الوقائية التي اعتمدت في الفترات الماضية خاصة مع انتشار حالات الإصابة في شهر ديسمبر إلى الحرص على تطوير عمليات التحسيس والتوعية مؤكدة أن التنسيق بين وزارتي التربية والصحة في هذا الشأن يرمي إلى دعم الوقاية وثقافة التوقي من القريب بترسيخ الطرق والسلوكات الوقائية الضرورية التي يتعين اعتمادها في هذه الظروف. وأعربت المتحدثة عن أملها في تجاوز مرحلة التفشي والانحسار للنزلة الوافدة بعد رصد تراجع لافت لعدد الحالات منذ الأسبوع الفارط واستقرار آخر حصيلة وفاة بالانفلونزا في28 حالة المعلن عنها منذ أيام سجلت في ظرف ثلاثة أسابيع من شهر ديسمبر. وأكدت عدم الإبلاغ عن حالات وفاة جديدة مطلع هذا الأسبوع. وقد ساهم تحسن العوامل الجوية وارتفاع درجات الحرارة الأسبوع المنقضي في استقرار الوضع الصحي والحد من عدوى فيروس الأنفلونزا دون استبعاد إمكانية بروز الفيروس من جديد مع عودة موجة البرد الأيام القادمة باعتبارها المناخ المناسب لبروز القريب وعودة انتشاره. وحسب الدكتورة بن علية يندرج تكثيف حملات التحسيس في إطار تأكيد أهمية التلقيح خاصة بالنسبة للفئات الصحية الهشة التي تشكو أمراضا مزمنة من كبار السن نظرا لنجاعته على مستوى تعزيز القدرة على مقاومة الفيروس. على أن لا تتجاوز فترة استعمال التلقيح شهر جانفي. في جانب متصل وفي سياق تفعيل خطة الوقاية المعدة بالتنسيق مع وزارة الصحة أقدمت وزارة التربية الأسبوع المنقضي على تنظيم حملات توعوية بالمؤسسات التربوية للتوقي من النزلة الموسمية تستهدف الإطارات التربوية والإدارة والتلاميذ للحث على إتباع الطرق الوقائية اللازمة. وكان مدير عام المرحلة الابتدائية كمال الحجام أكد في تصريح إعلامي الأسبوع الماضي الاستعداد التام للتدخل العاجل عند تسجيل أي مستجد في علاقة بالإصابة بالقريب. معلنا عن تركيز لجان جهوية مشتركة بين التربية والصحة بكل مندوبية جهوية للتربية.