ساد الهدوء التام جميع مناطق ولاية القصرين امس الاربعاء وانتظمت في عدة مدن حملات نظافة لإزالة مخلفات احتجاجات ليلة اول امس من بقايا العجلات المطاطية المحترقة والحجارة ومختلف الحواجز الاخرى، ساهم فيها عدد من المواطنين الذين شاركوا عملة البلديات في تنظيف الشوارع وساحات المفترقات، والملاحظ في تحركات اليومين الفارطين انها تهدأ في النهار وتتجدد في الليل، وهو ما سجلناه ليلة اول امس في احياء الزهور والنور والكرمة بالقصرين ومدن تالة وسبيطلة وفريانة وسبيبة من خلال اغلاق بعض الطرقات واشعال الاطارات المطاطية واستهداف اعوان الامن بالحجارة.. لكن ورغم انتشار الاحتجاجات الليلية وتواترها منذ بداية هذا الاسبوع بشكل يومي فإنه لم تتخللها (باستثناء حادثة اقتحام المستودع البلدي ليلة الاثنين وسرقة 34 دراجة نارية محتجزة هناك) أي اعمال نهب او تخريب للمنشآت العامة والممتلكات الخاصة، وكان للتواجد الامني المكثف وانتشار الجيش في جوانب من مدن القصرين وسبيطلة وتالة وفريانة دور هام في غياب عمليات السرقة والتخريب، فضلا عن تمركز الاحتجاجات بالأحياء الشعبية. وقد سجلنا ليلة اول امس محاولة مجموعة من المحتجين استهداف مقر منطقة الحرس الوطني بحي الزهور بالحجارة لكن وحدات هذا السلك المتواجدة على عين المكان بكثافة تصدت لهم وابعدتهم عن المقر الامني المذكور. ايقاف نقابي حسب مصادر امنية وتصريحات اعلامية لوالي القصرين فان وحدات الامن القت القبض حوالي الساعة العاشرة من ليلة اول امس بحي الزهور على موظف عمومي على متن سيارة ادارية بين المحتجين، وذلك اثر الاشتباه في انه كان بصدد توزيع الاموال عليهم لدفعهم الى مواصلة تحركاتهم، خصوصا وانه كان بحوزته في السيارة مبلغ مالي يقارب 2000 دينار، واثر احالته على اقليم الامن لبحثه اتضح انه مدير مؤسسة شبابية في الجهة وكاتب عام الفرع الجامعي (النقابة الاساسية) للشباب والطفولة فتم الاحتفاظ به لمزيد التحقيق معه حول التهمة المنسوبة اليه، في خصوص ايقاف هذا المسؤول النقابي افادتنا مصادر من الاتحاد الجهوي للشغل ان المتهم يبقى بريئا الى تثبت ادانته والى حد الامس فان الابحاث بشأنه ما تزال جارية ، واذا تأكد تورطه فانه سيتم تجميد نشاطه النقابي واتخاذ الاجراءات اللازمة في شانه حسب القانون الداخلي للمنظمة الشغيلة، الى ذلك استغرب اغلب نشطاء المجتمع المدني بالقصرين من موضوع ايقاف الموظف المتهم واستبعدوا ان يكون متورطا في التهم المنسوبة اليه لأنه يعتبر من اكثر مديري المؤسسات الشبابية نشاطا وجدية في عمله ولم تعرف عنه ميولات سياسية او انتماءات حزبية، وهم في انتظار ما ستسفر عنه الابحاث الجارية معه للاطلاع على حقيقة الامر.