لم يستوف حفل افتتاح الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي بتونس مساء أمس جميع شروط وفقرات الفرجة والاحتفالية التي كانت مبرمجة وذلك بعد إلغاء العروض والأنشطة الخارجية المبرمجة في شارع الحبيب بورقيبة وغيرها من الفضاءات والساحات الخارجية القريبة من المسرح البلدي ونزل «أفريكا» وسط العاصمة باعتبارهما فضاءين حيويين بالنسبة لهذا المهرجان رغم أنه تم تحضير احتفالية خاصة أشرف على إخراجها منير العرقي. وذلك بعد قرار الجهات الرسمية في تونس بإلغائها لأسباب أمنية خاصة بعد أن تحول جزء من هذا الشارع إلى مسرح للتحركات الاحتجاجية كامل اليوم تقريبا. لذلك تم الاكتفاء بالبرنامج الذي احتضنه المسرح البلدي وقد توافد على المكان عدد كبير من المسرحيين التونسيين فضلا عن ضيوف المهرجان المصطفين من مبدعي الفن الرابع من نقاد ومخرجين وكتاب وممثلين وذلك منذ وقت مبكر من هذا المساء. ولعل ما ميّز هذه المناسبة هو تقاطع الجهات المنظمة للمهرجان ممثلة في وزارة الشؤون الثقافية والهيئة العربية للمسرح في كون المسرح والفن لغة موحدة لكل الشعوب العربية بقطع النظر عن الخلافات والاختلافات الموجودة. وهو تقريبا ما توقف عنده كل من محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية التونسية من جهة وإسماعيل بن عبد الله العام للهيئة الأمين العربية للمسرح من ناحية أخرى في كلمتيهما في حفل الافتتاح. وقد تداول على تقديم وتنشيط هذا الحفل المسرحيان التونسيان وحيدة الدريدي ومحمد السياري. فيما أمن الفنان زياد غرسة الجانب الغنائي والاحتفالي بأداء وصلة من أغانيه في مفتتح السهرة على امتداد حوالي عشرين دقيقة وهي وصلة تونسية «خالصة» تفاعل معها الحاضرون. ورغم أن أنشطة المهرجان كانت قد انطلقت منذ يوم 8 من الشهر الجاري إلا أن إشارة انطلاق الفعاليات الرسمية للدورة كانت تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمسرح العربي وقد تلا رسالة الهيئة العربية للمسرح الخاصة بهذه المناسبة الكاتب والمسرحي السوري فرحان بلبل الذي تم تكريمه بالمناسبة. وتم خلال نفس المناسبة التوقف عند مختلف محطات المهرجان في دوراته السابقة ولإبراز سجل جائزة القاسمي في نسخها الست الماضية والتي كان نصيب المسرح التونسي منها الفوز في مناسبتين الأولى مسرحية «زهايمر» من إنتاج المسرح الوطني وإخراج مريم بوسالمي والثانية مسرحية «ريتشارد الثالث» للمخرج جعفر القاسمي. علما أن دورة هذا العام تسجل مشاركة 27 مسرحية عربية ومشاركة 23 دولة عربية وهي تمثل مختلف الأجيال والمدارس المسرحية. ولعل ما تسجله أيضا هو مشاركة العربية السعودية لأول مرة في المسابقة الرسمية للمهرجان بمسرحية «تشابك» للمخرج احمد الاحمري.