تم مؤخرا إبرام اتفاقية بين مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد وإحدى الشركات المعروفة في عالم تكنولوجيات الاتصال بموجبها سيتكفل هذه الشريك بحفظ الخزينة الوطنية من السمعي البصري بهذا المركز. نزل أنيس المدّب مدير عام هذا المركز الموسيقي هذه الاتفاقية في إطار الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص وسياسة إدارة هذه المؤسسة الهادفة لحفظ الأرشيف الوطني خاصة ان عملية الرقمنة التي انطلقت منذ سنة 2014 والمتعلقة بالذاكرة السمعية من ناحية والوثائق الأرشيفية من ناحية أخرى قد شملت 38 % من الأرشيف والخزينة الثقافية والفنية المتوفرة بهذا المركز سواء منها ما هو تابع للبارون دي لانجي صاحب هذا القصر أو ما تعلق بخزينة الأرشيف السمعي الذي تم جمعه منذ سنوات هناك. وأفاد انه سيتم قريبا الإعلان عن هذه الاتفاقية في إطار احتفالي بمقر المركز وذلك بعد الانتهاء من نقل جميع التراث تقنيا باعتبار انه كان على ذمة شركة أجنبية أخرى ليصبح كله تحت تصرف هذه الشركة التونسية. وبين أن المسألة تتطلب شهرا تقريبا. وفي ما يتعلق بمزايا هذه الاتفاقية أكد مدير عام مركز الموسيقى العربية والمتوسطية أنها مجانية ولمدة ثلاث سنوات وذلك في إطار الرعاية الثقافية بما يمكن هذه المؤسسة من ربح ما قيمته 140 ألف دينار فضلا عن كون البيانات والمادة المخزنة ستكون محفوظة في تونس باعتبار أن نفس المؤسس كانت تتعامل في نفس السياق في السابق مع مؤسسة أجنبية بما يعني أن البيانات التونسية كانت محفوظة في الخارج. كما أفاد محدثنا قائلا: «ستكون الخدمات الخاصة بالمركز سريعة بما يسهل للباحثين والراغبين في التعاطي مع الأرشيف السمعي والورقي وحفظ التراث خاصة في ظل ما توفره هذه الشركة من سعة في الخزن بعد مضاعفة السعة وتوفير خدمات أخرى فضلا عن كون الخزينة الصوتية تصبح متاحة بعد إتمام عملية الرقمنة». في المقابل سيتولى المركز التعريف بهذه الشركة الجديدة. من جهة أخرى أكد أنيس المدب أن مركزه بصدد وضع مراجعات في برنامج عمله ونشاطه فضلا عن إعداد برنامج وتوجه عملي جديد بموجبه تضمن المؤسسة توفير إيرادات مالية تخول لها تغطية مصاريفها الكبيرة خاصة منها ما تعلق بالبحث العلمي والطاقة الكهربائية والصيانة والتهيئة. لذلك وجه دعوة للمستثمرين والرعاة الثقافيين لدعم هذه المؤسسة بما تمثله من خصوصية تونسية من خزينة تاريخية وذاكرة فنية وأرشيف نوعي ونادر خاص بصاحب هذا القصر. تظاهرات ومهرجانات جديدة وفي ما يتعلق بالمهرجانات والتظاهرات والأنشطة الفنية والثقافية أفاد أنيس المدب أن المركز قرر بداية من هذا العام عودة تنظيم مهرجان موسيقات إلى موعده الأصلي في شهر رمضان بعد أن أصبح في السنوات الخمس الأخيرة ينتظم في شهر أكتوبر. وأكد أن فضاء النجمة الزهراء سيكون مفتوحا لاحتضان مختلف الأنشطة والندوات والمؤتمرات لأنه يعتبر ذلك مجالا لتوفير مداخيل لهذه المؤسسة ذات الصبغة الإدارية وذلك في إطار الانفتاح على الشراكة مع القطاعين العام والخاص والعمل على توسيعه في المستقبل. كما أكد أنه سيتم تنظيم وفتح متحف أثناء الاحتفال بشهر التراث في تونس يكون مفتوحا للجميع يعرض فيه أثاث ولباس وحلي البارون دي لانجي والقبعات الخاصة بتلك المرحلة التاريخية من 1912 إلى غاية 1930 الذي ظل مخفيا نظرا لما يمثله من خصوصية ثقافية وحضارية لتونس وبريطانيا تحديدا في تلك الفترة باعتبار أن هذا الأخير يعود إلى أصول بريطانية. وفي مستوى آخر من برامج عمل المركز أفاد مديره أنه سيتم تنظيم مهرجان غنائي جديد خلال الفترة القادمة عنوانه «تريو» ويقوم على ثلاثة عناصر على الركح. وعلل هذا الاختيار بما يضمنه للفنان من بروز وإبداع وإبراز قدراته بعد أن ضاعت قدرات «هذا الفنان في غمرة «التخت» الموسيقي. وبين أن فنانين من تونس ومن بلدان عربية وغربية سيشاركون في هذا المهرجان الذي خير عدم ذكر تفاصيله أو أسماء المشاركين فيه بسبب بعدم إمضاء الاتفاقيات مع المعنيين بالأمر إلى حد الآن.