أعلن الجيش التركي أمس دخول قواته مع قوات الجيش السوري الحر إلى منطقة «عفرين» السورية، وذلك بعد يوم من إعلان أنقرة بدء ما أسمته عملية «غصن الزيتون» وهي علميات عسكرية تشنها ضد ما تصفه بالجماعات الإرهابية في سوريا. دخول الجيش التركي إلى عفرين أمر نفته وحدات حماية الشعب الكردية، قائلة إن «القوات التركية وحلفاءها حاولوا عبور الحدود إلى عفرين ولكن فشلوا بعد اشتباكات ضارية». ووسط تضارب الأنباء والتصريحات حول العملية، تتداخل المواقف الدولية منها، بين الإدانة الروسية والتفهم الأمريكي. منطقة آمنة بقوة السلاح عملية «غصن الزيتون» لم تأت مفاجئة، بل تم الإعلان عنها مسبقا وعن النية التركية للتدخل في سوريا ل»اصطياد الإرهابيين» ويظهر ذلك بالخصوص من خلال بيان نشرته وكالة الأنباء التركية الأناضول بأن العملية «تستهدف فقط الإرهابيين ومخابئهم ومواقعهم وأسلحتهم وعرباتهم ومعداتهم، ويتم إبداء الحساسية اللازمة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين.»الهدف بحسب المسؤولين الأتراك هو إرساء «منطقة آمنة» ضمن 30 كلم داخل الأراضي السورية. وقد صرح الجيش التركي أنه قد قضى على 153 هدفا تنتمي للميليشيات الكردية. عملية تستهدف الإرهابيين -ولكن ليس أولئك المنتمين إلى «داعش»- وإنما تنظيم «ب ي د» الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة إرهابيا. موسكو في قلب العملية الموقف الروسي المعلن على لسان أحد المسؤولين يؤكد دعم موسكو موقف النظام السوري الرافض للعملية الأخيرة بالقول إنه «في الأممالمتحدة، لن تطالب سوريا بوقف هذه العمليات وحدها بل ستدعم روسيا هذا الموقف وستقدم لسوريا الدعم الدبلوماسي.» إلا أن صحيفة «نيويورك تايمز» من جهتها اعتبرت في مقال نشر أمس أن هنالك تنسيقا بين روسياوتركيا فيما يتعلق بعملية «غصن الزيتون» وتبرر الصحيفة هذا التوجه انطلاقا من زيارة أداها رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي آكار إلى روسيا منذ أيام، واتجاه موسكو إلى سحب مراقبيها من «عفرين» السورية مما يدلل بحسب الصحيفة على تنسيق بين البلدين. وقد كانت وزارة الدفاع الروسية قد قالت في وقت سابق إنها «ستسحب قواتها ورجال الشرطة العسكرية لتجنب أي نزاع». قتال بالوكالة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو صرح أمس أنه إنه يجب تطهير بقية مناطق سوريا والعراق وجبال تركيا من الإرهابيين، وذلك بعد بدء العملية العسكرية التركية في «عفرين». ولكن عملية غضن الزيتون التركية وان ينفذها الجيش التركي خارج الحدود فإن القتال في الداخل السوري يتم من خلال الجيش السوري الحر. فقد بدأت العملية بقصف للطائرات التركية على «عفرين»، في حين تقدم مقاتلو الجيش السوري الحر على الأرض مستهدفين مواقع المليشيات الكردية، مما يدفع سوريين إلى التخوف من أن تتحول هذه العملية لقتال سوري سوري. المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أدريان رانكين غالواي صرح أن بلاده تتفهم القلق التركي إزاء الوضع على الحدود مع سوريا، إلا أن الولاياتالمتحدة تدعو أيضا إلى تجنب التصعيد والتركيز على مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، بدل مقاتلة القوات الكردية التي تحظى بدعم أمريكي. الأيام القادمة ستكشف تداعيات هذه العملية والأهم تأثيرها في المواقف والتحالفات في وقت شهدت فيه المواقف الأمريكية تغيرات جذرية طيلة السنوات الأخيرة وأثبت فيه نظام بشار الأسد قدرته على الاستمرار إلى حدود هذه اللحظة بالرغم من تدخل الجميع في سوريا ومن حجم القتلى والمشردين.