بعد مرور سنتين على سقوط أمير كتيبة «عقبة بن نافع» لقمان أبو صخر في عملية سيدي عيش الشهيرة ليسقط بعده الإرهابي الخطير مراد الغرسلي خلال شهر جويلية من سنة 2015 بجبل عرباطة من ولاية قفصة الذي كان يعتزم الاشتغال على مشروع إرهابي أسس له لقمان ويتمثل في إقامة معسكرات للإرهابيين تربط بين الحدود التونسية الليبية ليسقط عنصران من اخطر القيادات في كتيبة «عقبة بن نافع» عشية السبت الماضي اثر عملية متابعة دقيقة قامت بها الوحدة المختصة للحرس الوطني لتحركات العناصر الإرهابية طيلة ثلاثة أيام. بعد أن تأكدت الوحدات الأمنية من صحة المعلومات نصبت كمينا للمجموعة الإرهابية التي روّعت خلال الفترة الفارطة متساكني الجهة حيث كانت تقوم بعمليات مباغتة وتسلبهم المؤونة والمواد الغذائية. ومساء السبت الفارط تمت محاصرتهم من قبل الوحدة المختصة للحرس الوطني بمنطقة تربخانة عمادة البراهمية معتمدية سبيطلة ولاية القصرين قريبة من جبال سمامة وتم تبادل إطلاق النار بين رجال الأمن والعناصر الإرهابية فسقط الإرهابي المصنف خطير جدا بلال القبي بادئ الأمر. من هو بلال القبي؟ الإرهابي بلال القبي هو قيادي من الصنف الأول في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وهو اليد اليمنى لزعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد المالك درودكال. (أمير تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي كان تعرف من قبل باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال). وبلال القبّي يبلغ من العمر 40 سنة وهو جزائري الجنسية التحق بالتنظيم منذ كان عمره 15 عاما وتدرّب على مسك الأسلحة واستعمالها مما مكّنه من خبرة قتالية كبيرة كما شارك في العديد من العمليات بالجزائر وعايش مراحل العشرية السوداء في الجزائر حيث عاش الشعب الجزائري بداية تسعينات القرن عشر سنوات من الرعب والخوف سفكت فيها الدماء وعرفت خلالها عدة مجازر على غرار مجزرة «حوش خميستي» ومجزرة «ضاية لبقور» ومجزرة «بني مسوس» ومجزرة «بن طلحة». وقد أطلق على تلك الفترة «سنوات الجمر» و»العشرية السوداء» وعرفت تلك السنوات العشر قتالا متواصلا بين النظام الجزائري والجبهة الإسلامية للإنقاذ. وقد شارك الإرهابي بلال القبّي في تلك المعارك وقضى 25 سنة من حياته بين الجبال وشارك في أكثر العمليات دموية مما جعله يتصدر لائحة المطلوبين لدى الأمن والقضاء الجزائريين وقد تمكن من الإفلات من رصاص قوات الأمن الجزائرية عديد المرات. الإرهابي بلال القبي جاء الى تونس على امل ان يعيد لكتيبة «عقبة بن نافع» «إشعاعها» اثر الضربات المتتالية التي تلقتها من طرف قوات الأمن والحرس والجيش التونسي التي قضت على اغلب واخطر قياداتها ليلقى هذا الإرهابي نفس المصير الذي لقاه «زملاؤه». وبالقضاء عليه يكون تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد فقد أحد أهم عناصره والذي كان يقوم بمهمة التنسيق بين القيادة المركزية والقيادات الفرعية. سقوط حمزة النمر.. العنصر الإرهابي الثاني الذي سقط خلال العملية يدعى حمزة النمر مصنف إرهابي خطير يحمل الجنسية الجزائرية اسمه الحقيقي البشير بن ناجي يبلغ من العمر 35 سنة عرف بكنية «حمزة النمر» أو «المُر» التحق بالجماعات الإرهابية في الجزائر سنة 2003 قبل انضمامه سنة 2013 إلى كتيبة «عقبة بن نافع» الإرهابية ومشاركته في كافة العمليات الإرهابية التي قامت بها، وهو أمير سرية جبل سمامة بولاية القصرين التابع للكتيبة الإرهابية المذكورة. ويعتبر حمزة النمر دليل لكتيبة «عقبة بن نافع» في كل تنقلاتها بين تونسوالجزائر بحكم معرفته الكبيرة بالمسالك الجبلية بين البلدين وقد شارك «النمر» في عملية الهجوم على منزل بن جدو التي استشهد خلالها أربعة أمنيين. كتيبة «عقبة بن نافع».. تعدّ كتيبة «عقبة بن نافع» الفرع المسلح لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي وتعد أخطر كتيبة حيث كانت تقف وراء أغلب العمليات الإرهابية التي استهدفت البلاد وقد كون هذه الكتيبة ابو مصعب عبد الودود امير تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وتترأسها في الغالب قيادات جزائرية. هدف الكتيبة زعزعة النظام التونسي وعرقلة الديمقراطية الناشئة وإقامة إمارة إسلامية بشمال إفريقيا ولكن القوات الأمنية والجيش الوطني نجحوا في إحباط مخططاتها وإسقاط أعتى قياداتها. ويرجّح بعض الخبراء ان عدد المنتمين الى الكتيبة لا يتجاوز الأربعين عنصرا ولكن يتم تعزيز صفوفهم بين الحين والآخر بعناصر أخرى إذا كان هناك تخطيط لهجمة إرهابية وذلك تبعا للتعليمات والخطط وقد يصل العدد إلى مائة أو أكثر. ويعد أبو يحيى الجزائري من اخطر عناصر الكتيبة وهو المنسق بينها وبين فرع القاعدة الأم وتوجد تحته قيادات أخرى من الجزائروتونس. وتعتمد هذه الكتيبة مثلها مثل بقية التنظيمات الإرهابية على الكنى في التسميات. وللإشارة فإن الأبحاث وعمليات ملاحقة العناصر التي تحصنت بالفرار مازالت جارية.