شكلت استقالة محمد الكوكي الحدث الأبرز في مركب باردو حيث أنهت مرحلة هامة في مسيرة الملعب التونسي هذا الموسم، لتنقضي بحلوها ومرها ويحصل التغيير المرتقب خاصة بعد الهزيمة العريضة ضد النادي الصفاقسي، في هذا السياق كان لنا حوار مع الممرن محمد الكوكي للحديث عن أسباب هذه القطيعة ومشاريعه المستقبلية قبل أن نتطرق معه إلى بعض المسائل التي تهم البطولة وكذلك المشاركة في المونديال المنتظرة للمنتخب التونسي.. فكان لنا معه الحوار التالي: ● ما هي الدوافع التي جعلتك تقرر الرحيل عن مركب باردو رغم أن رئيس النادي عبر في عدة مناسبات سابقة أنه ليس من أنصار التغيير؟ بعد الهزيمة الأخيرة ضد النادي الصقاقسي أعتقد أن الظروف التي حصلت إثر ذلك لم تعد تسمح للطرفين بمواصلة التجربة، هناك معطيان اثنان دفعاني إلى الرحيل، الأول يتعلق أساسا بغياب الموضوعية في التقييم، فما تحقق للفريق خلال النصف الأول من البطولة لا يعتبر بكل المقاييس سلبيا، والمركز الذي احتله الملعب التونسي ليس سيئا للغاية ولا يبعث على القلق، أما المعطى الثاني فيتمثل في وجود بعض المؤشرات التي تؤكد وجود تملل في محيط الفريق ولعل تغيير توقيت الحصة التدريبية التي تلت مباراة صفاقس مباشرة وبرمجتها دون حضور الجمهور يؤكد هذا المعطى لذلك خيرت الرحيل وإنهاء هذه التجربة التي سعدت كثيرا بها، وكونت خلالها علاقات رائعة صلب النادي ستظل راسخة رغم انتهاء «المكتوب». ● بعد انتهاء هذه التجربة، أية وجهة سيختارها محمد الكوكي حاليا، وهل وصلتك عروض جدية؟ منذ أن كنت أشرف على الملعب التونسي تلقيت بعض العروض، ولم أفكر أبدا في تغيير الأجواء لمجرد التغيير، وتواصلت العروض مباشرة بعد القطيعة مع الفريق وبحوزتي الآن عرض من فريق تونسي وآخر أجنبي، لكنني أحبذ الركون إلى الراحة طيلة هذا الفترة، فبعد حوالي عشر سنوات من العمل المتواصل أعتقد أنه حان الوقت كي أولي عناية أكبر للعائلة وآخذ قسطا من الراحة، لكن ربما يدفعني الحنين إلى الملاعب إلى قبول أحد العرضين خاصة إذا كانت هناك ضمانات لنجاح المشروع الرياضي. ● لو نتحدث عن البطولة، برأيك ما هو الفريق الأقرب لتتويج باللقب؟ أعتقد أن كل الظروف مواتية أمام الترجي الرياضي الذي يتصدر حاليا الترتيب كي يحقق اللقب، فهذا الفريق نجح في أغلب الاختبارات القوية منذ بداية الموسم، ورغم إمكانية حصول بعض العثرات إلا أنه يبدو أقرب من النادي الصفاقسي والنجم الساحلي والإفريقي لحسم مصير اللقب؟. ● وماذا عن الصراع في أسفل الترتيب؟ حسب الترتيب الحالي يبدو أن الصراع سينحصر أساسا بين ثلاثة فرق وهي أولمبيك مدنين واتحاد بن قردان والترجي الجرجيسي، ربما يكون الأولمبيك أول المغادرين خاصة بعد المشاكل الإدارية التي عانى منها مؤخرا، لكن الأقرب للظن أن هذه الفرق ستتنافس فيما بينها من أجل الإفلات من النزول المباشر ثم لعب الباراج. ● من هو أكثر لاعب لفت انتباهك في بطولة هذا الموسم؟ أعتقد أن مهاجم النادي البنزرتي فراس بلعربي كان مفاجأة الموسم، فهذا اللاعب ظهر بمستوى رائع للغاية في أغلب المباريات وكان أفضل اكتشاف. هذا اللاعب لديه القدرة على تطوير مستواه، ويتوقع أن يكون أحد أفضل اللاعبين التونسيين خلال المواسم المقبلة. ● أي فريق أثار إعجابك إلى حد الآن؟ بشهادة الجميع فإن الإتحاد المنستيري قدم مستوى مميزا للغاية، وأبهر الجميع بتنظيمه وقدرته على تحقيق نتائج جيدة، لذلك يمكن اعتباره أفضل فريق إلى حد الآن. ● في موسم المشاركة المونديالية، ما هي نصيحتك للمدرب الوطني نبيل معلول؟ أقول لنبيل، من الضروري مواصلة العمل والتحضير الجيد قبل خوض هذه المغامرة، من الضروري مواصلة البحث عن اللاعبين الموهوبين القادرين على تقديم الإضافة، إذ يجب دوما الالتفات للاعبين الناشطين في البطولة المحلية، وأعتقد أن لاعبا مثل علاء المرزوقي يمكن أن يكون أحد المفاجآت التي يمكن أن تقدم إضافة كبرى للمنتخب. ● وكيف تقيم الحظوظ في هذه البطولة العالمية؟ لنكن واقعيين ونضع أقدامنا على الأرض، فالمهمة تبدو صعبة للغاية، لكن حلم التأهل إلى الدور الثاني ليس مستحيلا، ومن الضروري أن نعمل على الظهور بمستوى مشرف ونلعب بلا حسابات ضيقة حتى وإن كانت مجموعتنا قوية للغاية وتضم منتخبين قويين في قيمة المنتخب البلجيكي والمنتخب الإنقليزي.