عدن )وكالات) أفادت الأنباء الواردة من عدن أمس بأن المقاتلين الانفصاليين المتحالفين مع دولة الإمارات العربية المتحدة في جنوب اليمن تمكنوا في اليوم الثالث من المعارك الدامية مع القوات الحكومية الموالية للسلطة المعترف بها دوليا، من بسط سيطرتهم التامة على المدينةالجنوبية، وأنهم يحاصرون قصر الرئاسة في معاشيق، حيث مقر حكومة رئيس الوزراء أحمد بن دغر، مشيرة إلى تضارب الأنباء بشأن مصيرها. ففيما تحدثت معلومات عن وجود الحكومة بكافة أعضائها محاصرة داخل القصر، ترددت أنباء أخرى عن تمكنها من مغادرة المبنى والمدينة عبر الزوارق البحرية بعيد سقوط اللواء الرابع آخر الألوية الرئاسية بيد فصائل المجلس الانتقالي للانفصاليين الجنوبيين، إلى ميناء الزيت بمدينة البريقة ومن ثم إلى مقر التحالف العربي في البريقة. وتهدد الاشتباكات بين الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات والقوات الموالية للحكومة اليمنية المدعومة من السعودية بعرقلة جهودهما المشتركة لقتال جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في شمال اليمن. والإمارات عضو رئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويدعم حكومة هادي منذ أن سيطر الحوثيون على معظم أنحاء البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء قبل ثلاثة أعوام. وحكومة هادي تتمركز في عدن. وقال سكان إن قوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تشكل العام الماضي لإحياء دولة جنوب اليمن المستقلة السابقة سيطرت على آخر معقل لقوات الحماية الرئاسية في منطقة دار سعد بشمال عدن أمس بعد قتال شمل في بعض الأحيان نيران المدفعية الثقيلة والدبابات. ونشر نشطاء صورا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر علم اليمن الجنوبي يرفرف فوق بوابة القاعدة. وكان اليمن الجنوبي اتحد مع اليمن الشمالي في عام 1990. وقال سكان إن مقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي من قوات المقاومة الجنوبية سيطروا في وقت سابق على مواقع لقوات الحماية الرئاسية في منطقتي كريتر والتواهي في وسط عدن. وأضافوا أنهم توقفوا خارج قصر الرئاسة في معاشيق حيث مقر حكومة رئيس الوزراء أحمد بن دغر. وقال شهود إن مئات الأشخاص رقصوا وغنوا احتفالا بانتصار مقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي وأضاءت الألعاب النارية سماء عدن ليلا. وردد الحشد هتافات تطالب بعودة دولة اليمن الجنوبي المستقلة. وقال السكان إن المساجد في كريتر مزجت بين رفع الآذان والتهنئة بالنصر. حصيلة الضحايا وقالت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» التي تديرها الحكومة إن عدد القتلى خلال يومين من الاشتباكات بلغ 16 قتيلا وعدد المصابين 141 مصابا. وقال مسؤول من اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن 36 شخصا على الأقل قتلوا في الاشتباكات كما أصيب 185 آخرون. واندلع القتال في عدن يوم الأحد بعد انقضاء مهلة حددها انفصاليون من المجلس الانتقالي الجنوبي لاستقالة حكومة بن دغر التي يتهمونها بالفساد وسوء الإدارة. وتنفي الحكومة هذه الاتهامات. ودعا التحالف الذي تقوده السعودية والذي تدخل في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن عام 2015 لإعادة تنصيب حكومة هادي في بيان أمس الطرفين إلى وقف الأعمال العدائية. وقال البيان «التحالف يطلب مجددا من جميع الأطراف سرعة إيقاف جميع الاشتباكات فوراً وإنهاء جميع المظاهر المسلحة». وفي محافظة شبوة الجنوبية قال سكان ومسؤولون إن 12 جنديا على الأقل من قوات محلية أخرى تدعمها وتدربها الإمارات قتلوا في هجوم بقنبلة وأسلحة على قاعدتهم. ورغم أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم إلا أنه يشابه عمليات سابقة قام بها تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب.