لندن )وكالات) أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل طيار روسي أسقطت فصائل مقاتلة سورية طائرته الحربية في وقت سابق أمس في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، وذلك بُعيد وقوعه في أسرها. نبأ أكده الجيش الروسي في وقت لاحق كما أوردته وكالات أنباء روسية. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمان أن «الطيار قتل خلال اشتباكه مع الفصائل الإسلامية التي حاصرته وأسرته». وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن أسر فصائل مقاتلة لم يحددها طياراً روسياً بعدما اسقطت طائرته الحربية في محافظة ادلب. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمان إن «الطائرة من طراز سوخوي 25 كانت تستهدف منطقة سراقب قبل أن يتم اسقاطها فوق بلدة معصران»، مشيراً إلى أن «الطيار قفز بالمظلة قبل ان يلاحقه المقاتلون ويتمكنوا من أسره». ولم يتمكن المرصد من تحديد الجهة التي أسرت الطيار، موضحاً أن «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى تنشط في المنطقة. وتشن طائرات حربية سورية وروسية منذ مساء أول أمس عشرات الغارات العنيفة على منطقة سراقب، وفق المرصد السوري. وتسيطر «هيئة تحرير الشام» على الجزء الأكبر من محافظة ادلب، فيما تنتشر فصائل مقاتلة أخرى في مناطق محدودة منها. وسبق أن أسقطت فصائل مقاتلة وإسلامية خلال سنوات النزاع عددا من الطائرات والمروحيات السورية، إلا أن اسقاط طائرة حربية روسية يبقى أمراً نادراً. وكان قتل خمسة جنود روس في بداية أوت العام 2016 بعدما اسقطت مروحيتهم في محافظة ادلب ايضاً. ومنذ 25 ديسمبر الماضي، تنفذ قوات النظام السوري بدعم روسي هجوماً في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث تمكنت من السيطرة على عشرات القرى والبلدات الى جانب مطار أبو الضهور العسكري بعد طرد هيئة تحرير الشام والفصائل المقاتلة. وتصعد قوات النظام السوري في الايام الأخيرة قصفها لمناطق عدة في شمال غرب سوريا. وأسفر القصف الجوي قبل يومين عن مقتل خمسة مدنيين في مدينة سراقب. قتلى مدنيون بغارات جوية يأتي ذلك فيما أفاد مسعفون وشهود عيان أمس بأن طائرات مقاتلة استهدفت قافلة سيارات تقل مدنيين فارين على طريق سريع رئيسي في سوريا. وأشاروا إلى أن الحادث وقع في منطقة كانت تتقدم فيها قوات سورية وأخرى تدعمها إيران تحت غطاء جوي صوب بلدة تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب محافظة إدلب. وقال مصدران من المعارضة إن جنودا سوريين ومسلحين مدعومين من إيران باتوا الآن على بعد 12 كيلومترا من سراقب وإنهم يتقدمون صوب الطريق السريع الواصل بين دمشق وحلب تحت غطاء ضربات جوية روسية كثيفة. وقال مسعفون إنه جرى انتشال ما لا يقل عن سبعة مدنيين من تحت حطام السيارات بعد الضربات الجوية التي وقعت أول أمس الجمعة. وصرح عمار العدنان، الذي يعمل في الدفاع المدني في سراقب «نعتقد أن طائرتين روسيتين استهدفتا قافلة المدنيين على الطريق السريع وخلفتا ما لا يقل عن سبعة قتلى و12 جريحا غالبيتهم من المسنين والأطفال». وأظهرت لقطات فيديو بثها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مسعفين وهم يقومون بإطفاء النيران على الطريق الذي يستخدمه آلاف القرويين الفارين من المناطق الواقعة غربي حلب والذي يسيطر عليه حاليا الجيش السوري وحلفاؤه. وتقول وزارة الدفاع الروسية بشكل مستمر إنها تهاجم مسلحين إسلاميين متشددين وتنفي إفادات الشهود والمدنيين بشأن استهداف طائراتها للمدنيين والأسواق والمراكز الطبية والمناطق السكنية البعيدة عن الخطوط الأمامية. ويشار إلى أن الجيش السوري تمكن من انتزاع مساحات كبيرة من الأراضي من قوات المعارضة بعد هجوم بدأه في وقت سابق من هذا العام في جنوب حلب وشرق إدلب. وقد تسبب ذلك في نزوح آلاف المدنيين إلى مناطق أبعد باتجاه الشمال صوب الحدود التركية.