بتنظيم من المركز الفني لصناعة الخشب والتأثيث، احتضنت المنستير فعاليات الملتقى الجهوي حول إستراتيجية النهوض بقطاع الخشب والتأثيث تحت شعار «المنستير قطب للتجديد وإشعاع دولي للقطاع» اشرف عليه سليم الفرياني وزير الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة وبحضور السلط الجهوية ورؤساء 15 غرفة جهوية وعدد من الصناعيين والحرفيين إلى جانب المسؤولين المركزيين في الجامعة الوطنية المعنية. 2400 مليون دينار عائدات سنوية وقد ابرز وزير الصناعة في كلمته العناية الخاصة التي يحظى بها القطاع ولا سيما على مستوى إحداث المركز الفني لصناعة الخشب والتأثيث مع الدور الذي يضطلع به التكوين المختص والمستمر والخدمات التي يقدمها لفائدة المؤسسات الصناعية والتجارية. إلى جانب النهوض بمناهج التصنيع وتطويرها وجعل المؤسسات الصناعية مواكبة لما يتطلبه التطور التكنولوجي. وقدم الوزير الأرقام حول الواقع الحالي لنسيج القطاع الذي يضم في تركيبته أكثر من 450 مؤسسة صغرى ومتوسطة وما يقارب 12 ألف وحدة حرفية مع توفيره 40 ألف موطن شغل وحوالي 2400 مليار عائدات سنوية. وتحدث الوزير عن الصعوبات التي تعترض القطاع ومنها افتقاره لليد العاملة وعزوف الشباب على التكوين المهني وكثرة التظاهرات والمعارض والسوق الموازية وهو ما يتطلب وضع آليات وبرامج لمجابهتها والحد من تأثيرها السلبي على القطاع مشيرا إلى أن تونس باعتبارها بلد غير منتج للخشب تستورد حوالي 90 بالمائة من استهلاكها سنويا من خشب وألواح وهو ما يتطلب إيجاد حلول بديلة للمواد الأولية. كما أعلن الوزير انه وفي إطار تحفيز الشباب على الإقبال على القطاع تم إقرار مسابقة وطنية في الابتكار والإبداع ورصد جوائز قيمة للفائزين فيها ستختتم يوم 26 أفريل القادم. 100 معرض في السنة من جهته ذكر خالد السلامي رئيس الجامعة الوطنية للخشب والتأثيث أن القطاع واجه عدة صعوبات تحول دون تطويره. وذكر في هذا المجال تعدد المعارض العشوائية والتي بلغ عددها أكثر من 100 معرض في السنة مع تواجد شركات عديدة لتنظيم المعارض من بينها نسبة هامة غير قانونية مشيرا في هذا المجال إلى تحول قاعات الأفراح بعد الموسم الصيفي إلى قاعات معارض في بقية فصول السنة إلى جانب التعهدات الوهمية لبعض العارضين والقضايا المتولدة عن ذلك. كما تحدث عن غياب اليد العاملة المختصة والمنافسة المتولدة عن التجارة الموازية وأيضا صعوبات التعامل مع البنك الوطني للتضامن بالنسبة لصغار الحرفيين وغياب الإستراتيجية في مجال التكوين والنهوض بالقطاع مع حمايته. المسابقة الأورو متوسطية وخصص عمر بوزاودة المدير العام للمركز الفني لصناعة الخشب الهيكل المنظم للملتقى مداخلته التي تمحورت حول دور التكوين للحديث عن أهمية قطاع الخشب والتأثيث وعلاقته بالمجموعة الوطنية مؤكدا الحاجة للمرور به على مستوى التكوين إلى مواكبة التطورات التكنولوجية مبرزا في هذا الإطار المستوى الكبير الذي بلغه المركز القطاعي بالمنستير في التكوين بالطرق التكنولوجية العصرية وحسن استغلال المخابر والوحدات النموذجية المتطورة مضيفا بأنه أصبح من الضروري التفكير في إحداث مؤسسة عليا مختصة على غرار نظيرتها في نانت الفرنسية مشيرا أن السنة الحالية ستقترن بتنظيم المسابقة الأورو متوسطية لاستقطاب الشباب ستكون بمثابة العملية النموذجية التي خصصت لها جوائز هامة. آليات التكوين في المرتبة الأخيرة من جانبه ذكر زياد الرويسي المدير العام للمركز الوطني للتكوين المستمر والترقية المهنية في مداخلته التي تركزت عل آليات التكوين، أن قطاع الخشب والتأثيث لا يتمتع في هذا المجال إلا بنسبة 0.5 بالمائة من آليات تمويل التكوين محتلا في هذا الإطار المرتبة الأخيرة مقارنة بكل القطاعات الأخرى المتمتعة بهذه الإلية ودعا بأن يحظى القطاع باهتمام السلط العليا من خلال الترفيع في حجم الاعتمادات المخصصة للتكوين تماشيا مع متطلبات التطور الذي يشهده وأيضا من اجل المحافظة على ديمومته. الدخلاء والتوريد العشوائي وقد تمحورت تدخلات المشاركين في الملتقى حول المطالبة بوضع برمجة من اجل إنقاذ صغار الحرفيين الذين يشكلون القاعدة العريضة للقطاع ومرافقتهم من كل الجوانب حتى لا يغادروا المجال الذي بات مهددا بالاندثار. كما تضمنت المداخلات المطالبة بمبادرات تحفيزية لكبار الصناعيين للانتصاب في المناطق الداخلية وتمت الإشارة كذلك إلى ظاهرة التهميش المسجلة في مجال التكوين مع عدم مواكبة قدماء القطاع للتطور التكنولوجي المسجل في العمل المؤسساتي. ووقع التأكيد على إقرار شراكة بين وزاراتي التربية والتكوين المهني والتشغيل في وضع برمجة تكون قاعدتها الأولى استقطاب نسبة من المنقطعين عن الدراسة واستيعابهم في مراكز مختصة مع وضع برمجة ملائمة ومتطورة للتكوين بالإضافة إلى إقرار منح تحفيزية للمكونين. وتم التأكيد كذلك على الصعوبات التي تعترضهم من الموردين سواء على مستوى ارتفاع التكلفة الديوانية وأيضا إتباع عدد من المهنيين طرق ملتوية للكسب وارتفاع سعر التكلفة بالنسبة للكهرباء مع طلب إعادة فتح مركز الدندان للتكوين في قطاع الصناعات التقليدية في مشاغل المتدخلين.