تشكو المدرسة الابتدائية «اولاد بركة» بفوسانة منذ بداية السنة الدراسية من وضع بيئي متدهور نتيجة فيضان "البئر الضياع" التابعة لها والمخصصة لتجميع مياه الصرف المتأتية من دوريات المياه وتسربها داخل ساحة المؤسسة وفضاء الرياضة، مما تسبب في ظهور حالات لمرض الالتهاب الكبدي الفيروسي»البوصفير». وحسب ما أكده لنا المربي والناشط بالمجتمع المدني بفوسانة نعيم البركاوي الذي اتصل ب»الصباح» مطلقا صيحة فزع وداعيا لإنقاذ تلاميذ المدرسة من الخطر الذي يتهدد صحتهم. اين افاد ان:»المدرسة تقع في عمادة فوسانة المدينة ولا تبعد كثيرا عن هذه الاخيرة و بما انها ليست مرتبطة بشبكة التطهير فهي مجهزة ب»بئر ضياع» لتجميع فضلات دورات المياه امتلأت عن آخرها منذ اشهر.. وفاضت وكان على السلط المسؤولة المبادرة بافراغها لكن لا احد تحرك رغم الاتصالات المتعددة التي اجراها مديرها بالمصالح المعنية بالمندوبية الجهوية للتربية وبلدية فوسانة، و مع مرور الاسابيع تسربت مياه الصرف الصحي الى ساحة المدرسة وفضاء الرياضة وهو ما ادى الى توقف تدريس مادة التربية البدنية فيها بشكل نهائي لان الملعب مغطى بالمياه المستعملة، كما ادى تسرب هذه الاخيرة الى انتشار الرطوبة بشكل كامل باحد جوانب سور المؤسسة المحاذي للملعب، ثم اصبحت الوضعية اكثر تعقيدا لان»جدران» البالوعات تهرأت تماما والارضية المحيطة بها تحولت الى اوحال، وعندما ارادت البلدية التدخل بجرارها لافراغ المياه الملوثة لم يستطع الجرار الاقتراب من اماكن التسرب خوفا من غرق عجلاته ولم يعد هناك أي حل غير حفر بئر جديدة وربطها بدورات المياه من مكان اخر بعيدا عن مناطق التسرب و هو امر من مشمولات وزارة التربية لانها تجاهلت المشكلة في اولها لما كانت الحلول متوفرة.. والاخطر من ذلك اننا سجلنا مؤخرا اصابة تلميذين بمرض الالتهاب الكبدي الفيروسي وذلك عن طريق الصدفة عندما اخذتهما عائلتيهما الى مستشفى فوسانة فتم اكتشاف اصابتيهما، احدهما شفي خلال العطلة المدرسة الاخيرة التي انتهت اول هذا الاسبوع والثاني تم عزله عن بقية التلاميذ وابقائه في منزل اسرته الى ان يشفى ويتخلص من المرض، وربما هناك اصابات اخرى لا نعلمها بما انه لم يقع فحص جميع التلاميذ، و كل الاسرة التربوية بالمدرسة تطالب بالاسراع بحل اشكالية تسرب مياه الصرف الصحي والروائح الكريهة المنبعثة منها لتخليصهم من هذا الخطر الداهم على صحتهم و صحة ابنائهم التلاميذ، اضافة الى ضرورة القيام بفحوصات طبية وعمليات مراقبة صحية لكل التلاميذ خوفا من وجود حالات اخرى من الالتهاب الكبدي الفيروسي.»