أسدل الستار منذ مساء الاثنين على الدورة الثالثة لمهرجان الجموسي للموسيقى المتوسطية الذي كان قد افتتح يوم 17 جانفي الماضي بحفل رائع بقي في الذاكرة لينسج حفل الاختتام على منواله كيف لا وقد شاركت في إحيائه وجوه فنية مشهود لها بالكفاءة والإبداع ونعني بهم زياد غرسة ومحرزية الطويل التي أكدت من جديد أن لها باعا وذراعا في عالم الفن وأنها ستنضم إلى قائمة الكبار إذا واصلت على نفس الوتيرة والدرب ولعل المفاجأة السارة جدا وهي من أهداف المهرجان وتحسب للهيئة ومديرها الزميل النوري الشعري تمثلت في تشجيع الوجوه الصاعدة والتي يتوقع لها العارفون بالفن مستقبلا باهرا إذا عرفت من أين تأكل الكتف إذ أبدع المطرب حسن ناجي إبداعا متناهيا وهو يترنم بكوكتال للراحل الكبير محمد الجموسي احتوى على ثمان أغاني تجاوب معها الجمهور الغفير تجاوبا كليا بترديدها والترنم بها معه وكذلك الفنانة الصاعدة ليلى عزيز تكريم في محله وازداد الحفل الختامي للمهرجان بهجة بتكريم العديد من الفنانين الذين قدموا الكثير للأغنية التونسية دون أن يجدوا المكانة اللائقة بإمكانياتهم العريضة وجهودهم المضنية لإثراء الساحة الموسيقية وهم بعيدون عن أضواء العاصمة نخص بالذكر جمال الشابي الذي أدى أغنية أعدها خصيصا للراحل وللمهرجان باعتباره من تلاميذه وقال إنها هدية لروحه الطاهرة ومطلعها «لروحه غنايا نهديها» كلمات مصطفى زيان كما تم تكريم الزميلة ثريا الميلادي التي عاشت فترة مع الجموسي وتغنت في عديد المناسبات بروائعه ومنها العزول التي ساهمت بها مع أغاني أخرى للراحل الكبير في الحفل الختامي وأضفت بها البهجة على الفضاء قبل ان يوجه لها زياد غرسة الدعوة للتغني بأغنية صفاقسية أصيلة «يا مرحبا بأولاد سيدي» وغيرها هذا إلى جانب تكريم مرشد بوليلة وفرقة الفنون الشعبية التي استهل بها الأمسية وفرقة سفيان السيالة التي أمنت الحفل وبقية الفنانين الذين اشرنا إليهم وكذلك السيدة القايد رئيسة جمعية محمد الجموسي للفنون وربيعة بلفقيرة المندوب الجهوي للثقافة وقد حظيت ضيفة الشرف في هذا المحفل البهيج أمينة الصرارفي بحفاوة بالغة من الجميع. الكم والكيف والآن وقد أسدل الستار على الدورة الثالثة لهذا المهرجان فإننا ننوه بالجهود التي بذلتها هيئة الإشراف بقيادة الزميل النوري الشعري إلا أن قيمة المحتفى تفرض إثراء البرنامج الذي مازال يقتصر على بعض المحطات التي تعد على أصابع اليد لان الرجل جدير بأكثر من ذلك ونتمنى أن يتوسع البرنامج في المستقبل حتى يكون الحدث في مستوى عطاء محمد الجموسي وما قدمه للأغنية التونسية والمتوسطية.