◄ سلسلة غارات انتقامية إسرائيلية.. و«غرفة عمليات حلفاء سوريا» تتوعد برد قاس العواصم )وكالات الأنباء) لأول مرة منذ عقود، تتمكن الدفاعات الجوية في سوريا أمس من التصدي بمنتهى القوة والشدة لطائرات مقاتلة إسرائيلية كانت بصدد تنفيذ عدوان على أهداف داخل الأراضي السورية وتتمكن من إسقاط واحدة منها وإصابة ثانية أرغمت على الهبوط اضطراريا في شمال فلسطينالمحتلة عام 1948، في تغيير للمعادلة القائمة حتى الآن حيث اعتادت إسرائيل على انتهاك الأجواء والأراضي السورية دون أن تجد مقاومة تذكر. تطور فاجأ الكيان الإسرائيلي الذي اضطر إلى دعوة مستوطنيه إلى الاختباء في الملاجئ تحت الأرض أمام كثافة نيران وصواريخ الدفاع الجوي لقوات النظام السوري وحلفائه وخصوصا إيران وحزب الله اللبناني، وإلى شن سلسلة من الضربات الجوية «واسعة النطاق» استهدفت ما لا يقل عن 12 موقعا «ايرانيا وسوريا» داخل الاراضي السورية على حد تعبير القيادات العسكرية الإسرائيلية. فيما سارعت حكومة بنيامين ناتنياهو رئيس الوزراء إلى إجراء اتصال فوري مع روسيا حليفة النظام السوري طلبا للنجدة من أجل منع التصعيد. وحسبما جاء في بيان للجيش الاسرائيلي أمس، فإن الطائرة المقاتلة التي تعرضت للإسقاط داخل الأجواء السورية هي من طراز «آف16» وقد تحطمت في منطقة وادي جزريل شرق مدينة حيفا، في شمال اسرائيل مشيرا إلى أن أحد طياريها أصيب إصابة بالغة. كما أعلن متحدث عسكري إسرائيلي في وقت لاحق عن إصابة طائرة إسرائيلية ثانية من طراز «آف15» هذه المرة إلا أنها تمكنت من الهبوط في الشمال الإسرائيلي. وأكد المتحدث أن المضادات الجوية التابعة لجيش النظام السوري هي التي أسقطت المقاتلة الإسرائيلية ال»أف16» بصاروخ مضاد للطائرات، خلافا لما ذكر سابقا من أن دفاعات إيرانية هي التي تصدت لها وأصابتها. وتعد هذه المرة الاولى التي يعلن فيها الجيش الاسرائيلي بشكل واضح ضرب اهداف إيرانية في سوريا. كما انها المرة الاولى منذ فترة طويلة -30 عاما حسب صحيفة «هآرتس»- التي تفقد فيها اسرائيل مقاتلة اصيبت بمضادات ارضية خلال مشاركتها في غارات في سوريا. روايات متناقضة للأحداث وتعد هذه أخطر مواجهة في سوريا حتى الآن بين إسرائيل والقوات السورية المدعومة من إيران التي عززت وجودها في سوريا في إطار القتال دعما للرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية. وقالت إسرائيل إن المقاتلة «آف16» تحطمت خلال مهمة لقصف منشآت طائرات بدون طيار إيرانية في سوريا. وأضافت أنها أرسلت مقاتلاتها إلى سوريا بعدما أسقطت طائرة بدون طيار إيرانية فوق الأراضي الإسرائيلية في وقت سابق يوم السبت. رواية نفتها « غرفة عمليات حلفاء سوريا» - التحالف العسكري الذي يقاتل دعما للأسد - مؤكدة أن أيا من طائراتها بدون طيار لم تخترق المجال الجوي الإسرائيلي. وقالت في بيان إن إسرائيل استهدفت قاعدة جوية وصحراء حمص التي تستخدم لإطلاق الطائرات بدون طيار في القتال ضد تنظيم «داعش» الارهابي. وأضافت أن إسرائيل ستشهد «ردا قاسيا وجديا» على "إرهابها» من الآن فصاعدا. وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي إن إسرائيل لا تسعى للتصعيد في المنطقة مضيفا أن تحركها كان «عملا دفاعيا أثاره تصرف عدواني إيراني». يشار إلى أن نفوذ إيران المتنامي خلال الحرب الأهلية السورية المستعرة منذ نحو سبعة أعوام، والذي شمل نشر قوات موالية لإيران بالقرب من مرتفعات الجولان، كان أثار قلق إسرائيل التي قالت إنها سترد على أي تهديد من طهران. ووسع المقاتلون الإيرانيون والذين تدعمهم إيران ومنهم جماعة حزب الله اللبنانية انتشارهم بدرجة كبيرة دعما للأسد. وحذر قائد الجيش الإيراني إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول الماضي من انتهاك مجال سوريا الجوي وأراضيها. وتستهدف القوات الجوية الإسرائيلية أهدافا تابعة للجيش السوري وحزب الله في سوريا بشكل شبه منتظم. لكن هجمات أمس تبدو الأشد على الإطلاق. وفي إشارة للمقاتلة «آف16» التي أسقطت أمس قال مسؤول في التحالف الداعم للأسد إن إسرائيل تلقت «رسالة». وأضاف «لا اعتقد أن الأمور ستتطور إلى حرب إقليمية». من ناحيته، تحدث الإعلام الرسمي السوري عن هجومين إسرائيليين منفصلين. وفي الهجوم الأول، قال مصدر عسكري إن الدفاعات الجوية السورية فتحت النار ردا على «عدوان» إسرائيلي على قاعدة عسكرية واستهدفت «أكثر من طائرة». وفي وقت لاحق، قال الإعلام الرسمي السوري إن الدفاعات الجوية ردت على هجوم إسرائيلي جديد وأحبطت هجمات على مواقع عسكرية في جنوبسوريا. «نيران "كثيفة» مضادة للطائرات وأكدت مصادر متعددة أن عددا "كبيرا" من الطائرات الحربية الإسرائيلية المشاركة في المهمة تعرضت «لنيران سورية كثيفة مضادة للطائرات». وأظهر مقطع بثه التلفزيون الإسرائيلي أن المقاتلة «إف16» سقطت في حقل قريب من قرية هردوف في شمال إسرائيل. وشوهد أفراد الجيش بالزي العسكري متجمعين حول حطام الطائرة في هردوف في منتصف النهار. ومشط آخرون الحشائش في المنطقة للبحث عن قطع الحطام. ودوت صفارات الإنذار في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل وفي شمال إسرائيل. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات. وجرى تعليق الرحلات إلى مطار إسرائيل الرئيسي قرب تل أبيب لنحو 15 دقيقة بينما توقف إقلاع الطائرات لنحو 20 دقيقة صباح أمس. احتجاجات متواصلة منذ إعلان ترامب: عشرات الجرحى الفلسطينيين في جمعة الغضب العاشرة القدسالمحتلة )وكالات) أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح بالرصاص الحي، أحدهم في رأسه وحالته خطيرة، وآخرون بالاختناق خِلَالَ استنشاقهم الغاز المسيل للدموع أَثناء مواجهات اندلعت، أمس، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشريط الحدودي شمال وشرق قطاع غزة، فيما تواصلت المواجهات مع قوات الاحتلال في الضفة تنفيذاً لإعلان «جمعة غضب» للأسبوع العاشر على التوالي منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل. واندلعت مواجهات شرق بلدة جباليا شمال القطاع، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي على مجموعة من الشبان والفتية، الذين اقتربوا من السياج الفاصل، ما أدى إلى إصابة شاب برصاصة في رأسه وآخر برصاصة في بطنه، ووضفت حالتيهما بالخطيرة، فيما أصيب 27 بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال صوبهم. وأطلقت قوات الاحتلال المتمركزة في الأبراج والدبابات في محيط موقع «ناحل عوز» الاحتلالي شرق مدينة غزة، الرصاص الحي اتجاه عشرات المحتجين الذين اقتربوا من السياج، ما أدى إلى إصابة شابين بالرصاص الحي أيضاً وصفت حالتهما بالمتوسطة، فيما أصيب آخرون بحالات اختناق خِلَالَ استنشاقهم الغاز المسيل للدموع. واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال شرق مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع اتجاه الشبان. واندلعت مواجهات شرق مخيم البريج وسط القطاع، بين مجموعة من الشبان وقوات الاحتلال المتمركزة في محيط موقع «المدرسة» العسكري الجاثم شرق المخيم. جمعة غضب وعمّت المسيرات والمظاهرات الحاشدة أنحاء متفرقة بالضفة الغربية والقدس أيضاً، في جمعة الغضب العاشرة «أحمد جرار»، وفاء لروح الشهيد أحمد جرار. ففي القدس، أفاد المركز الفلسطيني للإعلام أن 45 ألفاً أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم قيود الاحتلال. وعقب الصلاة شارك المصلون في مسيرات منددة بالإعلان الأميركي. وفي الأثناء، أصيب فلسطيني بعيار معدني والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، جراء قمع قوات الاحتلال مسيرة سلمية وصلاة الجمعة في قرية المزرعة الغربية شرقي رام الله، احتجاجاً على مصادرة الأراضي لصالح التوسع الاستيطاني. وهاجمت قوات الاحتلال المشاركين في المسيرة، ما أدى لاندلاع مواجهات أطلق خلالها الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، والرصاص الحي، والمعدني المغلف بالمطاط، صوب المواطنين، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق، إضافة لإصابة شاب بعيار معدني. وأضافت أن جنود الاحتلال احتجزوا عدداً من المصورين الصحافيين ومنعوهم من أداء عملهم. وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة بالتزامن مع أداء صلاة الجمعة في الحرم الإبراهيمي الشريف، واعتقلت شاباً. وأضافت أن مستوطنين نفذوا جولة استفزازية في حارة جابر وعدد من أحياء البلدة القديمة، تحت حماية جنود الاحتلال. مسيرة بلعين وشارك أهالي قرية بلعين بمحافظة رام الله والبيرة، ونشطاء سلام إسرائيليون ومتضامنون أجانب، في مسيرة شعبية سلمية انطلقت صوب جدار الفصل العنصري الجديد بالقرب من محمية أبو ليمون، وفاء للقدس وتنديداً بإعلان ترامب. ورفع المشاركون في المسيرة العلم الفلسطيني، وصور أسرى المقاومة الشعبية وعلى رأسهم الطفلة عهد التميمي والناشط منذر عميرة، وجابوا شوارع القرية وهم يرددون الهتافات الداعية إلى الوحدة الوطنية، والمشددة على ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال وإطلاق سراح جميع الأسرى.