كشف كاتب عام الجامعة العامّة للنسيج والملابس والجلود والأحذية المنضوية تحت الاتحاد العام التونسي للشغل الحبيب الحزامي ل»الصباح الأسبوعي» أن إشكاليات كبيرة يعيشها قطاع النسيج في تونس أهمّها عدم التفكير في ابتكار منتوج متكامل يجمع الخلق والإبداع بالصناعة قائلا في هذا السياق: «لماذا ننتقد إغراق تركيا للأسواق الإقليمية بسلعها ولا نتساءل كيف فعلت ذلك فلو لا الصناعة، التي تملكها لمّا تمكنت من السيطرة على هذه الأسواق ونحن لا نصنع حتى إبرة خياطة فكل المواد الأولية نقوم باستيرادها». وأضاف محدثنا أن غياب الصناعة في قطاع النسيج التونسي فرض على عدد من المصانع إغلاق أبوابها بسبب المديونية ممّا تسبب في بطالة الكثير من العمال موضحا أن الحلول الترقيعية، التي تتبعها الدولة في هذا المجال وتخليها عن دعمه جعله رهين المناولة وتم إغراقه بالواردات من السلع الأجنبية، التي كانت في جوان 2017 ثلاثة أضعاف الصادرات كما أن توظيف معاليم قمرقية على الواردات يشهد الكثير من الألاعيب فلا تدفع القيمة الحقيقة ولا توجد متابعة حقيقية لهذه المسألة – على حد تعبيره-. وأرجع كاتب عام الجامعة العامّة للنسيج والملابس والجلود والأحذية هذه التجاوزات على مستوى الواردات إلى وجود لوبي يملك ثروات طائلة حتى يستطيع إدخال كل ما يحلو له ب«الأورو» ويبيعها لأصحاب المؤسسات والتجار بالدينار التونسي وهؤلاء يسعون لتكون تونس منطقة عبور للسلع على غرار الوجهة الليبية حتى لا تتمكن من إنشاء صناعة ومنتوج متكامل في قطاع النسيج. وشدد كاتب عام الجامعة العامة للنسيج على ضرورة مراجعة الدولة لخياراتها واستراتجياتها في التعامل مع قطاع النسيج مذكرا بالخسائر، التي عرفها بعد قرار سنة 1996 الخاص بالتأهيل الصناعي والإصلاح الهيكلي والذي أدى إلى خسارة الكثير من المصانع التابعة لإحدى الشركات العمومية قائلا: «خوصصة هذه المؤسسات، التي أنشئت في فترة حكم الحبيب بورقيبة أدى لبيعها ب4 ملايين دينار فحسب، فيما يمثل سعرها الحقيقي 60 مليون دينار وفتح هذه الملفات اليوم من مسؤوليات الدولة ووزارة التجارة .» وأفاد الحبيب الحزامي «الصباح الأسبوعي» أن التنمية الجهوية في مجال النسيج لم تتحقق فالمؤسسات تفتح لخمس سنوات تتمتع فيها بالامتيازات المتعلقة بالتخفيض في الضرائب والإعفاءات القمرقية ثم تغلق ويعلن إفلاسها أو تتم إحالتها من قبل صاحب المشروع وتشترى بالإحالة ويخرج العامل من هذه العملية الخاسر الأكبر.. وأَضاف محدثنا في هذا السياق أن ظروف العمل في قطاع النسيج صعبة وتسبب للعامل مضار نفسية وصحية عديدة فهو أولا لا يشعر أنه شريك في الإنتاج كما يتعرض بسبب العمل دون انقطاع – أو تقسيم لساعات العمل - لأمراض في العنق والظهر والأقدام قائلا: «وهي من أكثر الأمراض المنتشرة بين عمال قطاع النسيج فلا يمكننا الحديث عن إنتاج والإنتاجية دون أن يكون العامل شريكا تحترم حقوقه». وشدد النقابي الحبيب الحزامي على أنه من موقعه يدافع عن العامل كما المؤسسة لأن في وجودها واستمراريتها تطوير للقطاع ولظروف العمل وجودة الانتاج.