عاد أمس اكبر متعهد للرحلات الجوية "طوماس كوك" إلى تونس عبر مطار النفيضة الحمامات الدولي، بعد ثلاث سنوات من التوقف على خلفية قرار السلطات البريطانية بحظر السفر إلى تونس منذ العملية الإرهابية على نزل "إمبريال مرحبا" بسوسة سنة 2015 والتي خلفت 30 قتيلا بريطانيا. وكانت الوفود البريطانية قد لقيت ترحابا كبيرا من قبل سلطات مطار النفيضة وممثلين عن وزارة السياحة ووالي الجهة.. وشهد مطار النفيضة حركية غير مسبوقة بقدوم ما يناهز ال 440 سائحا بريطانيا على متن رحلتين الأولى وصلت على الساعة العاشرة صباحا قادمة من مدينة "برمنغهام" البريطانية والثانية مع منتصف نهار أمس قادمة من مدينة "مانشستر" على أن تحط اليوم الرحلة الثالثة التي تؤمنها شركة الطيران العالمية "طوماس كوك" ليصبح معدل الرحلات في الأسبوع ثلاث رحلات منتظمة موزعة بين يومي الثلاثاء والأربعاء. وأفاد مدير الاتصال والعلاقات العامة بمطار النفيضة جلال شوشان ل"الصباح" بان هذه المبادرة ستكون مؤشرا ايجابيا لتحسن صورة تونس على الصعيد العالمي ورسالة طمأنة لكل شركائنا في الخارج، مبينا بالمقابل أن مطار النفيضة تكبد خسائر كبيرة بمجرد انقطاع هذه الرحلات وكان أثقلها خلال السنوات الثلاث التي تلت عملية سوسة الإرهابية. كما بين شوشان أنه من المتوقع أن يصل عدد السياح البريطانيين خلال كامل سنة 2018 إلى حدود ال 53 ألف بريطاني بعد أن كان عددهم يناهز ال 102 ألف في سنة 2015 لوحدها، مشيرا إلى أن عودة السياح البريطانيين ولو بصفة تدريجية سيكون له الأثر الايجابي على حركة المطار. من جهته، صرح ممثل شركة الطيران "طوماس كوك" محمد رياض بللونة ل"الصباح" أن الرحلات التي ستؤمنها شركتهم ستكون منتظمة بمعدل ثلاث رحلات في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر ابتداء من شهر فيفري الجاري إلى غاية شهر افريل لترتفع عددها إلى 10 رحلات خلال أشهر ذروة الموسم الصيفي، مبينا أن تسجيل حجوزات الرحلات باتجاه تونس انطلقت مع توقعات أن يسجل الموسم القادم تحسنا ملحوظا في السياح البريطانيين. كما أشار ممثل "طوماس كوك" إلى أن قرار عودتها إلى تونس جاء بعد أن عاينت شركتهم عن قرب التطورات اللوجستية والتقنية التي حققتها السلطات التونسية في مكافحة الإرهاب، فضلا عن النتائج الايجابية التي خلصت إليها الزيارات التي قام بها فريقين من الشركة خصيصا إلى مطار النفيضة خلال السنة المنقضية. وبالرغم من الصعوبات والمشاكل التي شهدها مطار النفيضة الحمامات الدولي خاصة خلال السنوات الأخيرة التي تلت ثورة جانفي 2011، إلا أن ذلك لم يحجب حقيقة هذا الاستثمار الضخم في قطاع النقل الجوي في بلادنا، فاليوم يظل هذا المطار الأول إفريقيا بفضل العديد من المميزات التفاضلية التي ينفرد بها عن غيره من مطارات البلاد. حول هذه المميزات، بين رمزي رزام رئيس مصلحة فرز ومراقبة الأمتعة أن أبرزها تلك التجهيزات التي يستخدمها المطار في معالجة وحفظ أمتعة المسافرين والمعدات الفريدة الخاصة بمراقبتها تصل إلى تعقب حتى آثار المتفجرات، هذا ويعد المطار الأول في إفريقيا الذي يمكنه استقبال أنواع مختلفة من الطائرات على غرار طائرة ايرباص من نوع «380 A» التي يصل عرضها إلى أكثر من 60 مترا. كما يعد اليوم مطار النفيضة الأكبر مساحة من بين المطارات الموجودة في تونس بفضل قدرته على استيعاب 18 طائرة في نفس الوقت باعتبار توفره على ما يناهز ال 19 معبرا تيليسكوبيا، فضلا عن اعتماده لخطة مراقبة عالية الجودة على كامل أرجاء المطار من خلال تركيزه ل 200 جهاز كاميرا مراقبة، والاهم حسب ما أفادنا به المسؤول بالمطار هو تفرده بتقنية متطورة في تزويد الطائرات بمادة "الكيروزان" عبر الأنابيب التي تمتد على طول 12 كلم تحت الأرض. كل هذه الخاصيات وغيرها التي يزخر بها هذا المطار تجعله من أهم الاستثمارات في قطاع النقل الجوي في البلاد، وهو ما يتطلب المزيد من الاهتمام به من قبل كل الأطراف المتدخلة في القطاع حتى يصبح أكثر مردودية.