حملت الجمعية الوطنية للأولياء والمربين أمس سلط الإشراف والقرار، من رئاسة الحكومة ومجلس نواب الشعب والاتحاد العام التونسي للشغل، مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع بين الجامعة العامة للتعليم الثانوي ووزارة التربية، داعية جميع الأطراف إلى التدخل الناجع والسريع بما يحفظ كرامة المربي ومستقبل التلاميذ. وعبرت الجمعية في بيان لها، عن عميق انشغالها إزاء قرار نقابة التعليم الثانوي حجب أعداد التلاميذ للسداسي الأول والتهديد بسنة دراسية 2017-2018 بيضاء، على خلفية تعثر الحوار الاجتماعي مع وزارة التربية الذي أفضى إلى أزمة ثقة بين الطرفين، لافتة الى إمكانية أن تلجأ وزارة التربية في ظل هذه التهديدات الى قرار الارتقاء الآلي للتلاميذ الذي كانت لجأت إليه لتلامذة المرحلة الأولى من التعليم الأساسي في نهاية السنة الدراسية 2014-2015. وأفادت في هذا الإطار أن الارتقاء الآلي قد نتج عنه الانقطاع المبكر لعدد لا يستهان به من التلاميذ في مستوى المرحلة الابتدائية، يقدر ب100 ألف حسب إحصائيات وزارة التربية لسنة 2015، مشيرة في ذات السياق إلى تنامي هجرة الأولياء بأبنائهم من التعليم العمومي نحو التعليم الخاص نتيجة عدم استقرار الأوضاع. ودعت الجمعية الأطراف المعنية من وزارة التربية والجامعة العامة للتعليم الثانوي، إلى تحكيم العقل وتقديم المصلحة الوطنية على كل الاعتبارات، والمحافظة على قدسية التعليم وحرمة المؤسسة التربية حتى يكون التلميذ بمنأى عن التجاذبات. وعبرت في هذا الشأن عن تفهمها لموقف كلا الطرفين، معولة على الحس الوطني لدى الجميع، وداعية النقابة للجلوس إلى طاولة الحوار باعتباره السبيل الأمثل لإعادة بناء الثقة والاتفاق على روزنامة حلول بعد ضبط أولوياتها، حسب نص البيان. جدير بالذكر انه تطبيقا لقرار حجب أعداد امتحانات السداسي الأول عن الإدارة الصادر عن الهيئة الإدارية للتعليم الثانوي المنعقدة يومي 10 و11 جانفي الماضي، دعت الجامعة العامة للتعليم الثانوي في بيان أصدرته يوم السبت 3 فيفري المدرّسين العاملين بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية، إلى إصلاح كافّة الاختبارات والفروض مع التلاميذ ومدّهم بأوراق الامتحانات، وعدم تسليم جداول الأعداد إلى الإدارة، الأمر الذي أثار حفيظة فئة واسعة من العائلات التي اعتبرت أن هذا القرار يحرم أبناءهم من حقهم في الحصول على معدلاتهم ولا يمكنهم من الاطلاع على نتائج استثمارهم في تعليم أبنائهم طيلة ستة أشهر. كما نفذ أساتذة الثانوي يوم الخميس المنقضي إضرابا عاما حضوريا، قال الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي، انه لاقى «نجاحا كبيرا»، معلنا في تصريح إذاعي «التقدم بطلب إلى المركزية النقابية بعقد هيئة إدارية جديدة يوم السبت 24 فيفري 2018 سيتم فيها اتخاذ قرارات تصعيدية وأشكال نضالية جديدة، والنظر في جميع العرائض والمقترحات ومن ثمة الإجماع على قرار واحد مهما كان حتى وإن كان إقرار السنة البيضاء».