بعد سبع سنوات كاملة من الفرار والتخفي والعيش دون وثائق في مدينة تبسّة تمكنت الشرطة الجزائرية من القبض على التونسي قاتل زوجته سنية منذ سنة 2008 والذي صدر في حقه حكم بالسجن المؤبد ولكنه تمكن من الفرار ليلة 14 جانفي 2011 ونجح في التخفي وعبور الحدود البرية التونسيةالجزائرية ليستقر في مدينة تبسة ويعيش طيلة هذه الفترة دون وثائق وكان يمارس حياته بشكل طبيعي ويعمل في مجال البناء الى أن تمكنت المصالح الأمنية الجزائرية من القبض عليه تنفيذا لبرقية جلب دولية صادرة عن القضاء التونسي. وعندما تأكدت الجهات الأمنية الجزائرية من انه هو نفسه الشخص المطلوب تم اقتياده الى المقر الأمني ومن ثمة تم تسليمه الى المصالح التونسية المختصة تطبيقا للاتفاقيات المبرمة بين تونسوالجزائر. وبالعودة الى الجريمة التي ارتكبها السجين الهارب فإن وقائعها تعود الى سنة 2008 وكانت هزّت الرأي العام في تلك الفترة بسبب بشاعتها حيث تشير تفاصيلها وفق ملفات الأبحاث والتحقيق الى أن امرأة تدعى سنية العجيلي من مواليد 1977 أصيلةالقلعة الصغرى من ولاية سوسة تزوجت سنة 2000 من شاب أصيل جهة سليانة واستقرت معه في مسقط رأسه وأثمر الزواج طفلين وبدأت العائلة تكبر ومتطلباتها تكبر يوما بعد يوم وفي صائفة 2008 قرر الزوج البحث عن مسكن مستقل وفي أحد أيام شهر جوان 2008 اتصلت سنية هاتفيا بشقيقتها وطلبت منها أن ترسل إليها حوّالة بريدية للقدوم الى القلعة الصغرى رفقة ابنيها لقضاء العطلة الصيفية. لم تتردد العائلة في ارسال الحوالة الى ابنتها.. ومرت الايام ولكن سنية لم تصل الى منزل عائلتها.. احتارت العائلة كثيرا وحاولت الاتصال بزوجها ولكنه كان في كل مرة يؤكد لهم على ان زوجته تحولت الى سوسة فاتصلت بعائلة الزوج ولكن لم تظفر بأية معلومة وكانت عائلة الزوج في كل مرى تخبرها بأن «سنية ضاعت عندما كانت في طريقها من سليانة الى سوسة» فأعلمت حينها عائلة سنية السلط الأمنية كما بحث عنها أشقاؤها في جميع المستشفيات ولكن دون جدوى فالعائلة كانت تركض خلف السراب خلف حلم لن يتحقق. بعد ان يئست من العثور عليها وبعد ان أيقنت أن لزوج سنية «يد» في اختفائها ظهرت شقيقتها ووالدتها في برنامج تلفزي بقناة خاصة واتهمتا الزوج بقتلها واستشهدتا برواية ابن سنية الذي قال إنه ضرب والدته حتى نامت ولكن الزوج واجههما بالانكار ووجه نداء الى سنية طالبا منها العودة. اثر ظهورهما الاعلامي تمكنت السّلط الأمنية من حصر الشبهة في الزوج الذي حاول في البداية المراوغة غير أنه وبمحاصرته بالقرائن والأدلة اعترف انه قتل زوجته بوحشية حيث خنقها ثم سدد لها طعنات متتالية وبعد ان تاكد من وفاتها وضعها فوق حشية ثم اضرم في جثتها النار غير ان الرائحة وصلت الى الاجوار فهب بعضهم الى منزله لمعرفة اسباب الحريق غير ان الزوج اكد لهم انه القى بعقب سيجارة فاشتعلت النيران في الحشية ثم ألقي بالحشية خارج المنزل. وبعد مغادرة الاجوار حفر لزوجته قبرا في فناء المنزل ودفنها فيه ليلا وفي صباح اليوم الموالي زرع فوق قبرها شجرة زيتون للتمويه وواصل حياته بشكل طبيعي طيلة عشرة اشهر حيث أن اخبار سنية انقطعت يوم 12 جوان سنة 2008 وتم العثور عليها يوم 13 مارس 2009. وعلى الرغم من براعة الزوج في التخفي حيث نجح بعد قتل زوجته في التمويه طيلة عشرة أشهر ثم فر من سجن ايقافه ليلة 14 جانفي 2011 ليعيش فصلا آخر من فصول مسرحيته وتمكن من ايجاد مكان له بين اهالي تبسة في الجزائر طيلة سبع سنوات ب»لوك» مغاير تماما لمظهره الذي كان عليه في تونس في محاولة منه للتمويه ولكن انطبق عليه مثل «يا قاتل الروح وين تروح» ليعود مرة أخرى الى السجن بعد أن ظن أنه أفلت من العقاب وسوف تتم محاكمته من اجل جريمة جديدة جريمة الفرار من السجن والتي يقع تتبعها من طرف مدير السجن بالاضافة الى ان قاتل سنية سوف يقضي عقوبته بالسجن بقية العمر.