الزوج أخفى الجثّة في البداية تحت السرير وأرغم طفليه على المبيت خارج المنزل بعد أن أوهمهما بوجود فئران في الغرفة المحكمة تنظر غدا في قضية حضانة الطفلين «الأسبوعي القسم القضائي: مازالت قضية مقتل سنية العجيلي أصيلة ولاية سوسة (32 سنة) على يد زوجها تشدّ الرأي العام لفظاعة أطوارها وبشاعتها وكذلك لمحاولة الزوج تبرئة ذمته بالحضور في برنامج المسامح كريم على الفضائية حنبعل ومواجهة أصهاره الذين حمّلوه مسؤولية اختفاء ابنتهم والادعاء عليهم بقتلها. هذه القضية التي جدّت في شهر جوان 2008 بمنطقة «الدليوات» الريفية بولاية سليانة واكتشفت من قبل محققي الفرقة المركزية للحرس الوطني بالعوينة منتصف الشهر الجاري مازالت أيضا تكشف عن أسرارها، عن أطوارها التي ظلت غامضة، عن جانب آخر من تفاصيلها الشنيعة. كنز وتهديد تقول هدى الشقيقة الصغرى للضحية في اتصال هاتفي ان تقدم الأبحاث كشف عن أطوار أخرى تتعلق بالجريمة وظلّت طي الكتمان. وروت لنا حقائق مثيرة وجديدة حول هذه القضية وملابساتها التي بدأت تنكشف شيئا فشيئا. «يوم 11 جوان 2008 اتصلت بي سنية هاتفيا وطلبت مني أن أرسل إليها حوالة بريدية حتى تتمكن من المجىء إلينا رفقة طفليها وفعلا أرسلت إليها 30 دينارا ولكن أخبارها انقطعت لاحقا» تتابع هدى «لقد كشفت الأبحاث أن الزوج رفض تسليم شقيقتي المال لزيارتنا وقضاء العطلة الصيفية بمنزلنا وهو ما تسبب في اندلاع مشادة كلامية دفعت سنية الى تهديد شريك حياتها بفضح أمره بعد أن علمت أنه عثر على كنز من «اللويز» يقارب وزنه ال 30 كيلوغراما ودعته الى تلبية طلبها وهو ما أثار حفيظة الزوج وعمد على مرأى من أشقائه الى الاعتداء عليها بالعنف وهو ما حدا بنسائهن الى التدخل لفض النزاع وحماية شقيقتي». إخفاء الجثة ويبدو حينها ان سنية ولجت منزلها رفقة ابنها الأصغر فالتحق بها زوجها ودون مقدّمات أصابها بهراوة في رأسها ثم خنقها بكلتا يديه حتى لا تفضح الأمر بالصراخ وطلب النجدة ثم سدد لها عدة طعنات قاتلة وعندما ماتت أخفى جثتها تحت السرّير وتوجه الى المدرسة التي يدرس فيها ابنه الأكبر حيث التقاه وهو في حالة اضطراب. وهنا أكد لنا الابن -تضيف هدي- أن والده وما أن التقى به حتى أشار بإصبعه نحو سيارة كانت مارة بالقرب من المكان «وأعلمني بأن ماما هربت فيها.. فحاولت التأكد من صدق قوله ولكنني لم أر ماما في تلك السيارة وعندما عدنا الى البيت سارع والدي بالدخول الى الغرفة التي أنام فيها أنا وأخي وراح يضع بعض الأغطية الصوفية تحت سريرنا ثم وضع غطاء صوفيا على كامل الفراش وحين حان وقت النوم طلب منّا مغادرة الغرفة وعدم النوم فيها بتعلة وجود فئران داخلها ثم اصطحبنا الى منزلي عمتي وجدتي حيث قضّى كل واحد منا الليلة». دفن الجثة وكشفت الأبحاث المجراة أن الزوج استغل الظلام الحالك وغادر المنزل نحو فنائه حيث حفر حفرة عميقة نسبيا ثم جلب جثة زوجته ودفنها فيها وردمها ثم غرس زيتونة فوق القبر للتضليل وعاد للنوم وكأن شيئا لم يحصل. شكوك وأكد المظنون فيه أثناء التحرّي معه من طرف أعوان الفرقة المركزية للحرس الوطني بالعوينة أنه من قتل زوجته ودفنها ونفى مشاركة أي كان له في الجريمة غير أن عائلة الضحية تشكك في الرواية باعتبار أن الابن الأصغر روى لأقاربه كيف ان والده خنق والدته فيما اعتدى عليها آخرون بهراوة وآلة حادة. الحضانة وفي سياق آخر علمنا أن قاضي الأسرة بالمحكمة الابتدائية بسليانة سينظر غدا الثلاثاء في قضية حضانة ابني طرفي الجريمة التي رفعتها عائلة الضحية. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: