امتلات شوارع مدينة تطاوين بعد الثورة وخاصة في قلب المدينة بالمنتصبين بشتى انواع البضائع وبمرور الزمن اصبح الوضع وكانه عادي لا يستحق المعالجة وليس في الامكان احسن مما هو الان. لا احد سأل وقال اين السوق المركزية للمدينة عاصمة الولاية ومن هو المسؤول عن الوضع الحالي وهل ان الوضع سيبقى على حاله في المستقبل المنظور؟ فمدينة تطاوين محرومة من فضاء تجاري يعج بالناس يتبضعون من مختلف المواد الاستهلاكية وانواع الخضر والغلال واللحوم الحمراء والبيضاء،فالسوق التي انجزتها البلدية خلال العشرية الماضية بعد الخروج من السوق القديمة التي اصبحت سوقا للصناعات التقليدية اضحت محلاتها التي يزيد عددها عن الثلاثين ومربعات الانتصاب فيها يفوق عددها الاربعين خاوية خالية الا ممن لم يجد للخروج سبيلا. وقد اطلق ممن التقاهم مراسل «الصباح» في هذا المبنى ولم يتمكنوا من الانتصاب خارج هذا الفضاء البلدي من القصابين صرخة ألم للمسؤولين على الصعيدين المحلي والجهوي راجين منهم التسريع في مقاومة الانتصاب الفوضوي الذي عم شوارع المدينة واضر بها كثيرا لان الحرفاء باتوا لا يدخلون هذه السوق تماما وقالوا ان لومهم على البلدية التي انجزت هذا المشروع بمئات الاف من الدنانير وتهمله بهذه الدرجة فضلا عن خسائرها من معاليم الاكرية التي تعد بآلاف الدينارات بعد ان هجر التجار السوق وشددوا على ان تستعيد نشاطها الذي عم خيره التاجر كما الحريف بعيدا عن الاحتكار والغش في ظل مراقبة صحية واقتصادية واضحة ومفيدة لكلا الطرفين على حد قولهم. وكان من بين المتحدثين شاب في العشرينات من عمره عبّر عن نيته الهجرة بطريقة غير شرعية بما يتوفر له من المال والذي كان يود استثماره في التجارة داخل السوق وقال الوضع الذي عليه هذا القطاع لا يشجع على الاستثمار والبقاء هنا، على حد تقديره. من جهته بيّن احد الجزارين الذين بقوا في السوق من جملة اكثر من عشرين انه اصبح عاجزا عن تسديد معلوم الكراء الذي لم يدفعه منذ اكثر من سنة وقد يضطر الى غلق محله امام ما وصفه من موجة الانتصاب الفوضوي في كل مظاهرها امام غياب تام للسلطات البلدية وحتى الجهوية. ورغم هذا الوضع ورغبة منها في استعادة التجار الى سوقهم كانت بلدية تطاوين قد انهت منذ اشهر فقط أشغال توسعة جديدة لهذه السوق وخصصت مربعات لمنتجي الخضر وعملت على تشجيع البيع من المنتج الى المستهلك، الا ان شيئا من ذلك لم يتم في استقالة واضحة من كل الاطراف وفي هذا الشأن حاولت «الصباح» معرفة راي احد مسؤولي النيابة الخصوصية لبلدية تطاوين واسباب وكلفة هذه السوق في قسطها الاول والثاني الا ان النفاذ الى المعلومة لم يكن ممكنا ولم تحصل على الافادات المطلوبة. ولئن حاولت الهيئة الثانية بعد الثورة للنيابة الخصوصية منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات بعد ان احدثت اسواقا اسبوعية في الاحياء المحيطة بالمدينة القضاء على الانتصاب الفوضوي وسط المدينة الا انها فشلت في ذلك وتسبب قرارها في احتجاجات وحرق واعمال شغب كبيرة في المدينة.